حوارات خاصة

الطيار الزهراني لـ “مكة” نزولي بطائرتي إلى جانب الطريق من المواقف العالقة في الذاكرة

الباحة – تسعة وعشرون عامًا قضاها متنقلًا بين مناطق المملكة، خادمًا لدينه ثم مليكه ووطنه محلقًا في سماء الوطن، وفوق أغلى أرض عمل بكل إخلاص وتفانٍ تولى العديد من المهام والمسؤوليات القيادية المختلفة، إنه العميد الطيار المتقاعد سيف بن علي الزهراني ضيف الحلقة العاشرة من زاوية “مواقف ومذكرات أمنية” بصحيفة مكة الإلكترونية.

أهلًا ومرحبًا فيك سعادة العميد

– عرَّف القراء الكرام على اسمك الكامل من خلال هويتك الوطنية ومكان ولادتك ونشأتك وحياة الطفولة؟

سيف علي حسن الزهراني مواليد قرية عشبة ببني كنانة 1380، وكانت نشأتي في القرية إلى بعد الثانوية العامة.

– أين تلقيت تعليمك في جميع مراحلك الدراسية؟

تلقيت التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي في مدرسة النصباء، وتخرجت من الثانوية 1401.

– لماذ اتجهت للسلك العسكري دون غيره من الأعمال؟

النصيب قبل كل شيء، ثم إن المجال العسكري كان أفضل ماديًا ومعنويًا.

– لماذا اخترت الطيران تحديدًا؟

كان اختياري للطيران تحقيق طموح، بعد الثانوية التحقت بكلية الملك عبدالعزيز الحربية لعام 1402 وتخرجت في 1405/7/26، وعُينت في طيران الجيش آنذاك، الذي تحوَّل فيما بعد إلى طيران القوات البرية، واُلحقت على لواء المظلات بتبوك لمدة سنة، وحصلت على دورة صاعقة وعمليات خاصة، وكنت حاصلًا على مظلات في الكلية.

– حدثنا عن ذكرياتك مع الطيران، والمواقف الصعبة والطريفة، وموقف لاتنساه؟

الطيران متعة قبل أن يكون خطرًا وصعبًا ويطلب فيه الحضور الذهني والتحكم العصبي، ولي فيه مواقف وذكريات كثيرة منها ماهو أثناء التدريب أو أثناء الحياة العملية، ولي موقفان لاتُنسى، الأول أثناء التدريب، وبعد عدة ساعات من الطيران المنفرد حصل عندي عطل في الطيارة في الجو، وبفضل الله وقدرته تمكنت من النزول على جانب الطريق وتم إسعافي والإقلاع مرة أخرى، والموقف الثاني حصل عندما كنا نحلق بأكثر من طائرة مابين نجران والخميس، وكنا في عاصفة رملية، وحصل عندنا إنذار حريق، وتمكنا من الانخفاض إلى قريب من الأرض ثم أكملنا الاتجاه إلى مطار نجران، وتعاملنا مع الموقف كما يجب.

– ماذا كان شعورك وأنت تجلس بجانب مدربك لأول مرة لتتلقى التدريب على علوم الطيران؟

شعور الخوف والقلق والارتباك، وكنا في الأثناء هذه في جو ممطر فهي ساعات لا تنسى.

– كيف كان شعورك وأنت تحلق لأول مره فوق أغلى أرض بعد تخرجك كضابط طيار مدافعًا عن دينك ووطنك؟

شعور لا يوصف، شعور بالفخر والاعتزاز وأنا أشارك زملائي في الإعداد للدفاع عن الوطن في أول رحلة من قاعدة الملك فهد الجوية بالطائف إلى جنوب شرق الطائف في منطقة التدريب.

– ماهي أنواع الطائرات التي تلقيت عليها التدريب؟
وكذلك التي عملت عليها؟

التدريب الأساسي كان على TH55،
وبعدها أخذت دورة تحويلية على طائرات UH 1، وأكملت مراحل الطيران حتى التخرج عليها وبعد التخرج عملت على طائرات UH205 وطائرات AH406 ورحلات قليلة على الأباتشي.

– أين قضيت خدمتك العسكرية من بعد تخرجك من الكلية حتى تقاعدك؟

سنة في لواء المظلات وسنتان كمبتعث دورة طيران في أمريكا وسنتان في قاعدة الملك فهد الجوية في الطائف، وأربع سنوات مهمة في شروره، وعشرين سنة في مدينة الملك خالد العسكرية.

– من خلال عملكم كضابط طيار في القوات المسلحة لابد من مصادفة بعض المواقف ماهي أبرز المواقف التي لازالت في ذاكرة العميد سيف؟

المواقف كثيرة لكن كما ذكرت في إجابة السؤال الخامس.

– هناك اختلاف في المهام والمسؤوليات ماهي المهمة أو المسؤولية التي توليتها، ولازلت تفتخر بها حتى الآن؟

توليت قائد فصيل مهندسين في لواء المظلات بتبوك، وضابط عمليات في مفرزة القوات الجوية بضرورة، ومساعد قائد سرية استطلاع في الكتيبة الأولى لطيران القوات البرية بحفر الباطن، وضابط عمليات وبرامج ثم ركن تعليم بمركز ومدرسة طيران القوات البرية بحفر الباطن، وكان أفضل عمل قمت به لتدريب الضباط والأفراد، وبعدها نُقلت إلى قيادة المنطقة الشمالية كمساعد ثم مدير استخبارات المنطقة، وتقاعدت من قيادة المنطقة.

– من خلال مسيرتك العملية في العديد من مناطق المملكة ماذا تعلمت من خلال ما مررت به من عادات وتقاليد مختلفة من منطقة عن أخرى؟

من خلال خدمتي في أكثر من منطقة والاحتكاك بأكثر من أفراد قبيلة من قبائل المملكة، وجدت أن المملكة تُعتبر قارة لوجود الاختلاف في العادات واللهجات والتقاليد بين جنوبها وشمالها وشرقها وغربها؛ فأصبح عندنا خليط من تلك العادات والتقاليد وفهم كثير من اللهجات.

– ماذا تعلمت من هذه السنوات الطويلة التي قضيتها في المجال العسكري بالقوات المسلحة؟

تعلمت الصبر وقوة التحمل، وعرفت أن العمر ينقضي بسرعة البرق.

– بماذا خرج العميد سيف بعد خدمته العسكرية التي تجاوزت (29) عامًا؟

أفضل ماخرجت به معرفة الرجال الطيبين أمثالك أخي حسن؛ فوالله إنه المكسب الذي حصلت عليه.

– ماذا يقول العميد سيف عن النقد الإعلامي الهادف البنّاء الذي يتم من خلال إصلاح القصور فيما يقدم للوطن والمواطن من خدمات ؟

النقد الإعلامي الهادف ظاهرة صحية جيدة إذا اُتُبِعت الطرق الصحيحة في الوقت والأسلوب، وانتقاء المفردات الحسنة.

– كيف برنامجك اليومي بعد سنوات من العطاء قضيتها في خدمة الدين ثم المليك والوطن؟

بعد تقاعدي بسنة اشتريت لي قطعة أرض بناوان، وقمت بزراعتها، وأصبحت أقضي أغلب وقتي مع عائلتي فيها.

– ماذا تريد أن تقول لزملائك الأبطال المرابطين على حدود الوطن الذين كنت من ضمنهم في الذود عن حياضه وحماية مقدراته؟

أدعو الله لهم بالعون والتسديد، والنصر والتمكين على عدوهم، وأحثهم على الصبر والتدريب، والتركيز في أداء عملهم.

– بماذا تريد أن تختم هذا اللقاء؟

في الختام شكر خاص لشخصكم الكريم الذي أعادني لأتذكر سنين من عمري، انقضت كلمح البصر خلال أكثر من أربعين سنة مضت قضيتها في عمل جاد بإخلاص، لا كلل ولا ملل، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ علينا أمننا وقيادتنا الرشيدة، وبلادنا بلاد الحرمين الشريفين، وأن ينصرها على من عاداها وبالتوفيق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى