كلمة مكة
لم تكن القمم المتتالية التي ترأسها قادة المملكة الحكماء في الأسبوع الماضي؛ لتكون دون توفيق الله، ومن ثم همم عالية شامخة تجاوزت كثيرًا أعلى قمة في سلسلة جبال طويق، فقد بدأ الأسبوع بالقمة الخضراء برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع؛ لتعبَّر عن تدشين عملي لمبادرات سموه في مجال من أهم مجالات الحياة المعاصرة، وأكثرها حاجة للاهتمام، هو مجال البيئة التي نعيش فيها، والتي أصبحت في وضع أحوج ما تكون لمن يحافظ عليها ويحميها وينمي مكوناتها لخلق حالة من التغيير المناخي يخلق أجواء صحية لحياة الإنسان ويحافظ على كافة مكونات البيئة.
حضرت الوفود من مختلف القارات لتستمع إلى المبادرة السعودية، وتنظر في مشاركتها في مشروع كبير نتائجه، ستعم سكان الكرة الأرضية.
كلمة سمو ولي العهد الأمين ارتكزت على خطوات عملية، وتضمنت دعوة مفتوحة للجميع للمشاركة بفعالية في مشروع يستهدف جغرافية لا حدود لها، أما كلمات رؤساء الوفود؛ فكانت إيجابية ما يخلق تفاؤلًا كبيرًا بحراك فعال لتفعيل المبادرة، وظهور نتائجها في القريب العاجل -بإذن الله-.
ساعات بعد ختام قمة المبادرة السعودية الخضراء، لتبدأ قمة أخرى في موضوع حيوي هام هو الاستثمار؛ فيعلن ولي العهد الأمين فتح المملكة أبوابها للاستثمار في السوق السعودي في كل المجالات المتاحة ما يخلق حالة من النمو الاقتصادي ينعكس على الناتج المحلي بإيجابية عالية تزيد من متانة الاقتصاد السعودي المزدهر.
لقد أصبح الاقتصاد اليوم واحدًا من أهم سبل التواصل العالمي، وتطوير العلاقات وبناء المصالح المشتركة، وبقدر حرص حكومتنا الرشيدة على تمتين اقتصاد بلادنا؛ فإنها تفتح الأبواب للآخرين لتنمية استثماراتهم وتطوير اقتصادهم بالاستثمار في سوق حيوي يملك كل امتيازات النجاح، ومع نهاية الأسبوع المزدحم بقمم الهمم العالية، يترأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان – حفظه الله – وفد المملكة المشارك في قمة دول العشرين لتواصل المملكة مشاركتها الفاعلة في هذا التكتل الاقتصادي الهام، وتعلن للعالم استمرارها في المساهمة في النمو الاقتصادي العالمي، والعمل المشترك مع باقي الدول لمواجهة ما يواجه العالم من أزمات.
لقد كان الأسبوع المنصرم أسبوعًا هامًا ظهرت فيه همم القيادة الرشيدة في مجالات البيئة والاقتصاد والتعاون الدولي تحقيقًا لكل ما من شأنه رفعة بلادنا ورخاء أبنائها، ولتستمر المملكة قِبلة لقيادات العالم تستشرف المبادرات، وتبحث في المشتركات تحقيقًا لأهم الغايات لنواصل ثبات مركزنا المؤثر وحضورنا المشرف في عالم تسوده أفكار العولمة التي لا تقبل إلا الأمم الفاعلة المؤثرة.