على مر العصور والسنين يظل هناك سؤال يشغل تفكير الكثير منا ..
هل أشتري عقارًا أم أنتظر؟
من خلال خبرتي المتواضعة بالتعامل مع العملاء الراغبين بالشراء، أجد البعض منهم تائهًا بين حلم امتلاك أرض أو منزل، وبين الخوف والندم على التسرع في الشراء ..
من خلال المعطيات المتوفرة التي قد تُفيدنا في موضوعنا لأخذها في الاعتبار، وبحسب آخر تقرير للهيئة العامة للإحصاء؛ فإن إجمالي المساكن في السعودية المشغولة بأسر سعودية يبلغ نحو 3.4 ملايين مسكن. وأظهرت بيانات الهيئة أن نحو 63 % من إجمالي مساكن السعوديين مملوكة أي ما يُعادل 2.2 مليون مسكن بمختلف مناطق السعودية.
مما يدل على تزايد الإقبال على الشراء في الفترة الأخيرة مقارنة بسابقها.
هناك عدة عوامل تُساعدك على الإجابة على سوال المليون الذي كلما تقدمت له شبرً تراجعت عنه ذراعًا.
***
دائمًا قبل الشروع في أي خطوة لابد من خوض حوار نفسي صريح بينك وبين (نفسك)
-لماذا أفكر في شراء عقار؟
-هل قرار الشراء في ذاته صحيح أم لا ؟
-إذا كنت سأشتري من خلال قرض فكيف سيؤثر ذلك على وضعي الحالي وكذلك المستقبلي؟
-ماذا سأكسب من شرائه اليوم؟
-ماذا ساخسر من شرائه غدًا؟
-ماهي تكلفة الفرص البديلة؟
-هل الوقت يساعدني في زيادة ثروتي ومدخراتي؟
-هل مرور الوقت يسلب مني الفرص؟
-كيف أوازن معادلتي وحيرتي بين الادخار، الصرف أو السرف .. وماهي إيجابياتها وسلبياتها؟
غالبًا ما يتحدد مسار حياتنا على قراراتنا التي نتخذها ..
وقرار شراء عقار اليوم، لا يقل أهمية من قرار الزواج أو الإنجاب أو الدراسه أو …… إلخ.
فالالتزام بتحديد المسار على خط سير محدد هو أشبه بنظام القيادة الذي سينبهك عند محاولة الخروج منه lane- keeping system.
فهل أنت مستعد للقيادة من أجل الوصول بأكثر الطرق فعالية وأقصرها؟
***
قرارك لابد من أن يتم بناؤه على خطة مدروسة وليس بشكل عشوائي قد لا تتمكن من حل المعادلة مئة بالمئة، ولكن أجوبتك ستساعدك على تحديد من ٧٠ إلى ٨٠ ٪ من فهم وضعك بشكل أفضل واحتياجك ..
خاصة إذا قمت بفهم معنى *تكلفة الفرص البديلة*
بمعنى في حال أنك أجلت قرار الشراء ..
هل يعتبر الوقت الذي خسرته مكسبًا أم زيادة خسارة ..؟
فاستغلال الوقت بالشكل الصحيح لاستثمارك، يعتبر عاملًا ناجحًا لابد من أخذ اعتباره في مراحل حياتك فما قد تبدوه اليوم ليس كما تبدوه بعد خمس سنوات كمثال (جهدك – قدرتك – عمرك – عائلتك – مسؤولياتك – التزاماتك- طموحاتك وغيرها).
***
وفي حال عدم تمكنك من الإجابة على ثمانين بالمئة من الأسئلة الشائعة فيتوجب عليك استشارة المختصين لإعطائك نصيحة توضح لك الرؤية بشكلٍ أفضل.
أما إذا كان إحدى إجاباتك هو الانتظار .. وفي حال كان عذر الانتظار هو الأسعار ..
فانظر إلى ال ١٠-١٥ سنة الماضية من تاريخ العقار في مدينتك .. وقارن نسبة النزول أو الصعود، ولا تعتمد على إشاعات المروجين لما قد يحصل في المستقبل.
كما لابد أن تلاحظ مسيرة بلادك نحو التطور؛ فإنها حتميًا ستنعكس على كل مقومات الاستثمار حولك.
قد أصل بتحليلي إلى خلاصة تجارب ممن هم حولي من الأصدقاء والعملاء وهي؛ “الانتظار يعلم الشطار”.
قد تعلموا من الانتظار نتائج الانتظار، وهنا لا تكمن الإجابة في الإجابة ذاتها بل تكمن في عظمة السؤال نفسه..
عقار أم انتظار ؟؟