د. عبدالله علي النهدي

شكرًا يا قرد.. آحي

جورج قرداحي لم يأتِ بجديد فيما يخصُّ تصريحاته الأخيرة وموقفه تجاه المملكة ودول الخليج؛ فقد سبق له في العام 2018 أن منح السفاح بشار الأسد لقب رجل العام على مستوى العالم العربي، كما منح لقب رجل العام في لبنان لرئيس حزب الشيطان اللبناني حسن زميرة. والمشكلة أن الرجل منذ تصريحاته في 2018 وحتى تصريحه الأخير لم يجد من يردعه وخاصة من أولياء نعمته بل لم نسمع أن أحدًا وجَّه له اللوم أو حتى طلب منه بأن يحترم مشاعر الناس فهناك الملايين ممن سفكت دماؤهم وأضعافهم ممن شرَّدهم نظام الطاغية بشار، وبمساعدة من حزب الشيطان، ودعم أسياده في طهران، بل منذ ذلك التصريح وهو مازال يسرح ويمرح وينعم بخيرات المملكة وبقية دول الخليج من خلال فرص العمل التي تُتاح له، بل ونجده في مقدمة من توجه لهم الدعوة لحضور المناسبات والمهرجانات التي تقام في دول الخليج.

وإذا كان القرد.. آحي.. يُبرر هذه الآراء والنقد لدول الخليج بأنها آراء سابقة قبل أن يتولى الوزارة فهذه كارثة لأنه في وقتها لم يكن مسؤولاً أو محسوباً على حكومة معينة أو حزب ما، كما أن عمله ومصدر رزقه في تلك الفترة يعتمد على مؤسسة مملوكة لأحد أبناء المملكة وهي الدولة التي سل عليها لسانه، أما اليوم فمن غير المستغرب أن يخرج بهذه التصريحات وهو يرأس وزارة تعدُّ بوقاً لحزب الشيطان الذراع الأيمن للفرس في المنطقة العربية. والواقع أن جورج قرداحي لم يكن الشخص الوحيد الذي نفث سمومه، وأفصح عن مشاعره الحقيقية تجاه المملكة ودول الخليج ولن يكون الأخير فقد سبقه الكثير وسيتبعه أكثر، فهناك على سبيل المثال جورج آخر وهو مطرب سوري كال المديح والتمجيد لحسن زميرة وذكر في لقاء متلفز قبل فترة بأنه يحتفظ بصورة حسن نصر اللات منقوشة على حجر في مكتبه، وهذا الشيء لا يستغرب منه ولكن الأغرب، والشيء المؤسف أن نجد ذلك المطرب من أوائل المدعوين لإحياء سهرة غنائية في مهرجان جدة قبل أشهر.
أولئك القوم مهما أكرمتهم وأغدقت عليهم فلن تتغير مشاعرهم تجاه البدو كما ذكر وزير خارجيتهم شربل العروبة!! وينطبق عليهم قول الشاعر: ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم. وفي نهاية الأمر حتمًا سنردد، ومن يصنع المعروف في غير أهله يكن حمده ذمًا عليه ويندمِ.

نتمنى أن تكون رسالة قرداحي ومن هم على شاكلته قد وصلت للمعنيين من أبناء الخليج العربي؛ وبخاصة أولئك الذي يمتلكون أو يترأسون المؤسسات الإعلامية والمؤسسات التجارية التي يتغلغل في مفاصلها قرداحي وأشباه قرداحي؛ بأن المواطن الخليجي أهلًا للثقة وأن ابن البلد هو الأحق بأن تُتاح له فرص العمل والتدريب والظهور الإعلامي وتولي المناصب في تلك المؤسسات، فما حك جلدك مثل ظفرك.

خاتمة:
يقول المثل: ما ربيت كلب إلا عقرني.

Related Articles

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button