د. جرمان الشهري

متى تنهض لبنان من الاستعباد الإيراني؟

في لقاء تلفزيوني مع “نجيب ميقاتي” رئيس الحكومة اللبنانية، سألته المذيعة هذا السؤال:
من المُمسك بالقرار اللبناني اليوم؟
فرد قائلًا: (كلمة الفصل هي لحزب الله) !!
إن صدق هذا التصريح، وليس فيه أي فبركة أو تزوير، فهنا وجب علينا قطع العلاقات نهائيًا مع لبنان، فلبنان على مر الزمن كان عبئًا على السعودية من جميع النواحي، وقفات السعودية مع لبنان كانت مستمرة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وبدون أي من ولا أذى، السعودية حرصت على الوقوف إلى جانب لبنان في جميع أزماته، ولا تطلب مقابل ذلك لا جزاءً ولا شكورًا، تبذل جهودها السياسية والمالية من أجل أن يستقر لبنان، ويمتلك قراره السيادي بنفسه كدولة عربية ضمن المحيط العربي، وبالرغم من إدراكنا بأن الحكومات اللبنانية المتعاقبة، كانت بعيدة كل البُعد عن الهوية العربية، بسبب ارتهانها للسيادة الإيرانية المتمثّلة في حزب الله؛ حيث سيطر ذلك الحزب الشيطاني على مفاصل الدولة اللبنانية، وأصبح المتحكَّم في القرار اللبناني تحت أنظار الرئاسة اللبنانية التي لا تمتلك من القرار السيادي مايمكنها من التفوَّه بكلمة (لا) لما يريده، ويصدره حزب الله بأمر وولاء لطهران ..
وإزاء هذه الحالة، صبرت السعودية لعل وعسى أن تنهض لبنان، وتتحرر من الاستعباد الإيراني، وتستعيد سيادتها وهويتها كدولة عربية، ولكن مع الأسف الشديد لم يحدث شيء من هذا، بل مزيد من الخنوع والتبعية لطهران وللقرار الإيراني ..
وعند ذلك نفد صبر السعودية، واتَّخذت الإجراءات اللازمة والضرورية للتعامل مع حكومة عربية تُسيرها حكومة فارسية، ومع ذلك لازلت كمواطن سعودي أناشد حكومتنا الراشدة والحاسمة، أن تتخذ قرارًا تاريخيًا بقطع العلاقات نهائيًا مع لبنان، فلبنان وصل إلى حالة من التغلغل الإيراني لا تجدي معه أي سبل للتوصل إلى حل جذري يعيد لبنان عربية، وأناشدها أيضًا أن لا تكتفي بطرد السفير اللبناني، بل تطرد جميع اللبنانيين العاملين والمقيمين في السعودية دون أي استثناء، وهذا من أبسط حقوقنا القانونية ولا أحد يلومنا عليه، وعلى اللبنانيين المطرودين من السعودية التوجه إلى إيران إن كان فيها خيرٌ لمنفعة لبنان، ولن تستطيع بالتأكيد، فهي دولة مارقة تهدم ولا تبني، تضر ولا تنفع، وأرجو ألا ينبري أحد لهذا الرأي فيقول: (ولا تزر وزارة وزر أخرى)؛ لأنني سأقول وبكل وضوح، لو في اللبنانيين المقيمين بالسعودية خير، ولو لديهم أدنى قدر من التقدير للسعودية التي أثرتهم وأشبعتهم لكانوا هم المدافعون عن السعودية والرافضون لقرارات حزب الله المدمرة للبنان والمستسلمة للتبعية الإيرانية، ولهذا على جميع اللبنانيين تحمُّل المسؤولية ومشاركة حكومتهم الضعيفة في تحمُّل ما يتخذ بحقهم من إجراءات حاسمة من السعودية وبقية دول الخليج..
وعودًا على بدء، ليس بعد اعتراف “ميقاتي” بأن كلمة الفصل في لبنان هي لحزب الله، إلا قطع العلاقات وترك لبنان لجهنم كما قال رئيسهم..

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. موضوع يستحق التحليل ولكن ابا وليد المثل يقول وصى الموصي وعيا الوارث لا شك ان لينان دولة مغتصبة مثلها مثل اليمن مثل سوريا والعراق واذا لم تنتفض تلك الدول ضد هذا العدو المغتصب فلا فائده ترجى من دعم أي دولة الا إذا اجمعت الدول العربية على الدعم العسكري لاجتثاث المجوس من بلاد العرب .مع احترامي وتقديري .

  2. أشكرك أخي سهيل على المرور والتعليق الضافي ، بقي لأهل لبنان منا الدعاء لهم بأن يفك أسرهم من الفرس الغاصبين .

  3. صدقت والله يادكتور جرمان واكاد اجزم بأن هذا المقال يعبر عن مافي نفوس معظم السعوديين
    لافُضَّ فوك يا ابا الوليد

  4. شكراً دكتور حمد على مرورك العطر وتعليقك الضافي ، حفظ الله بلادنا من حقد الحاقدين ودنس الفاسدين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى