المقالات

قرداحي.. بين هيام وعمر الخطيب !

لا يخفى على كل ذي لب أن موضوع (القرداحي) ليس تصريحًا و(حرية رأي شخصي) كما يحاول أن يبرر في لقاءاته، بل هو امتداد لفكر سياسي ظهر مع ترشيحه مت قبل (بشار الأسد)؛ ليكون (رجل عام 2018)، نال على إثره استحسان قيادات (حزب الله) واتخذوه (مطية) يثيرون من خلالها الأزمات داخليًا وخارجيًا، ويخترقون بها الحكومة اللبنانية (المخترقة أساسًا، والتي بالكاد ولدت بعملية قيصرية بعد حمل استمر 13 شهرًا).

في مقالي هذا، لست بصدد التحليل السياسي لتصريحه وآثاره على (بلده)، لكن لفت انتباهي ما تناقلته وسائل الإعلام من تصريحات (ابن القرداحة)، والتي حاول من خلالها إيهام المتلقي (العربي) بأنه نجم (من يومه) وليس صنيعة (أحد) بل صنع شهرته (العربية) وجمع (ثروته) (المليونية) بنفسه، واستشهد بتاريخه المهني السابق في إذاعة (مونت كارلو) وما قبلها.

في حقبة ما قبل الفضائيات، نجح الإعلام المصري (فقط) في تحقيق الشهرة (العربية) للعديد من منسوبيه على سبيل المثال لا الحصر: حمدي قنديل –أحمد سمير، ليلى رستم…، أما بقية الإعلاميين العرب فقد كانت شهرتهم (داخل) حدود بلادهم.

ربما حقق (السيد جورج) شيئًا من الشهرة في (بلاد المهجر) حيث يشتاق المغترب (لأي شيء) يذكره بوطنه، أما في (الدول العربية) فأزعم أن الإعلام المصري (بقوة انتشاره تلك الفترة) جعل الفنان (محمد طه) بمواويله الشعبية أكثر شهرة من (جورج)، بل إن الفترة التي كان يعمل بها (جورج) في إذاعة (مونت كارلو) كانت المذيعة (هيام) هي سيدة المحطة، ولها نصيب الأسد من الشهرة والانتشار على مستوى (العالم العربي).

الإعلامي والفنان والرياضي وصاحب كل موهبة، لابد له من “حاضنة” وجهة راعية تأخذ بيده نحو النجومية والانتشار، إعلاميون عرب فاقت شهرتهم حدود بلادهم بمساعدة القنوات الفضائية ذات التمويل الخليجي (MBC – Orbit – ART )، وحصدوا من خلال هذه القنوات شهرة (عربية) ما كانوا لينالوها لو استمروا ضمن تلفزيوناتهم الوطنية، وقد وفرت قناة (MBC) للإعلامي (القرداحي) المناخ المناسب للانتشار (عربيًا) من خلال (منحه) الفرصة لتقديم برنامج المسابقات المعرب (من سيربح المليون)، وحقق (القرداحي) من خلال البرنامج شهرة عربية كبيرة وجذب إليه (عشرات الملايين) من المتابعين من المحيط إلى الخليج، القناة (أعطته) مساحة لم يحصل عليها غيره من أبناء السعودية، يقول البعض إن (جورج) بثقافته وشخصيته وحضوره أضاف للبرنامج، ولهؤلاء أقول عودوا (لليوتيوب)، وشاهدوا مقاطع من برنامج المسابقات (بنك المعلومات) الذي عرضه التلفزيون السعودي في الثمانينات الميلادية من القرن الماضي حتى تنبهروا فعلًا من ثقافة وأداء وشخصية مقدمه (د/عمر الخطيب -رحمه الله-.

أما ما ذكره (أبو جبريل – غبريال) حول ثروته التي جمعها من الخليج بجهده (كما يقول)، فأرجو أن يعلمنا (القرداحي) الخلطة السرية التي مكنته من جمع ثروة (عقارية) حجمها 200 مليون دولار!، ناهيك عن سيولة نقدية تصل قرابة (20 مليون دولار)! فأي نوع من (الثقافة) يا قرداحي حقق لك (كل) هذا الثراء؟

خاتمة: –
النجومية والشهرة قد تخفيان شخصًا آخر خلفهما، هناك الجانب الفكري، وهناك الجانب الأمني والسياسي أيضًا، ويبقى الوطن خطًا أحمر.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button