الجوَّال لايقل أهمية عن أهمية الضروريات الخمس وفائدته عظيمة للفرد والمجتمع، لكنه مثل غيره من المقتنيات سلاح ذو حدين ممكن استخدامه لجني الفائدة، وممكن أن يكون وبالًا على مستخدمه ولا أدل على ذلك من الحوادث المرورية المميتة التي يكون استخدام الجوال سببًا فيها.
ولقد لاحظنا أهمية الجوال أثناء جائحة كورونا؛ فقد كان لنا نعم المؤنس ونعم المعين بعد الله على قضاء كثير من الحوائج لما يحتويه من تطبيقات ساهمت في تخفيف آثار الجائحة.
ولذلك لا نختلف على أهمية الجوال فقد أصبحنا لا نستطيع الاستغناء عنه، ولو لبضع ساعات، ونلتمس لأنفسنا العذر في ذلك لقاء عصر الرقمنة الذي نعيشه، وتشكل أجهزة التواصل والاتصال عنصرًا مهمًا فيه.
ولكن يجب مراعاة ما تتحلى بها مجتمعاتنا ومجالسنا العربية من قيم وشيم أكسبتها صيتًا ذائعًا وسمعة طيبة مقارنة بغيرها من المجالس التي تفتقد إلى أبسط مقومات الانضباط.
ومن ذلك تحاشي الانشغال بالجوال خلال الاجتماع في تلك المجالس والإنصات للمتحدثين، ومشاركتهم وجدانيًا فيما يتحدثون عنه والبُعد عن كل مايشغل الانتباه أو يفقد مجالس الرجال قيمتها.
وكذلك الحال بالنسبة للمجتمعات النسائية، وما يجب أن تتحلى به من مبادئ وقيم وبُعدًا عن ما يثير الفرقة أو يسبب الخصام أو يخلق مشكلة عائلية بين الزوج وزوجته بسبب تصرف غير محسوب من إحدى المدعوات بَدَأَ من أحد تطبيقات الجوال ثم أنتشر في الآفاق وانتهى بكارثة لم يحسب لها حساب.
أما المدارس فلها حرمتها واحترامها، وحتى لو تم السماح لطلاب المراحل التعليمية الأولية بالحضور إلى المدارس بجوالاتهم؛ فإن ذلك يحتاج الى ضوابط وتعليمات تنظم عملية استخدام الجوال وأماكن استخدامه، والهدف منه لئلا يترتب على ذلك نتائج عكسية على الطالب والمعلم والمدرسة.
وأيضًا القطاعات العامة والخاصة بحاجة إلى تقنين استخدام الجوال بما يضمن سير العمل على الوجه المطلوب دون مساس بما يسيء إلى سمعة المؤسسة أو مصلحة الوطن والمواطن، وبما يضمن الاستفادة من التقنية، وعدم الانشغال بها عن ما هو أهم منها.
—————————
كاتب رأي ومستشار أمني
صح بوحك يابو رايد وشكرا لك على هذا المقال الرايع
شكرا جزيلا سعادة اللواء .. المقال في الصميم وتوجهكم لطرح ومناقشة الجوانب الاجتماعية بقلمكم المبدع بات مفيدا جدا للقارئ .. رعاك الله .