تأتي الذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- مقاليد الحكم بالمملكة العربية السعودية في وقت تتبوأ فيه المملكة مكانة عالمية لم تبلغها من قبل، وأصبح لها ثقلها التاريخي والسياسي والاقتصادي والعسكري، واستطاعت هذه القيادة الحكيمة أن تضفي على البلاد من خبراتها المكتسبة لعقود، وتصب في بوتقتها من تراكمات معرفية كسبتها من خلال العلم والعمل والممارسة والاحتكاك؛ إذ لم يكن الملك سلمان مذ نعومة أظفاره بعيدًا عن مطبخ السياسة؛ فقد كان يشارك الملوك الذين سبقوه الرأي والمشورة والعمل، كما كان يمثلهم في الكثير من المناسبات العالمية والزيارات الرسمية؛ فضلًا عن مهام عمله إذ كان أميرًا لمنطقة الرياض عقودًا مارس خلالها الإدارة الحكومية والإمارة في شتى جوانبها الإدارية والأمنية والمالية والاجتماعية، وغيرها، وعاصر فترات الركود وفترات النمو والازدهار الاقتصادي، العالمي والمحلي، وفترات الحرب والسلم بالمنطقة والعالم.
هذه التجارب والمهام أكسبته الحنكة والخبرة؛ إضافة لما تميز به من مهارة وذكاء وحين تسنم زمام الأمور صب خبراته وحنكته ممزوجة بمهاراته الشخصية في قالب من الإدارة الحديثة؛ فأخرجت لنا كفاءات إدارية مؤهلة من الشباب، كان أولها ولي عهده ونائبه الأمير محمد بن سلمان، فجمعت حكومته خبرة الشيوخ، وحنكتهم بحيوية الشباب وهمتهم وخطة إستراتيجية (رؤية المملكة 2030) وأعاد هيكلة الحكومة، وتوزيع الاختصاصات والمهام فضلًا عن قيادة بلدًا آمنًا مطمئنًا بمنطقة مضطربة تموج بالقلاقل والصراعات والفتن وماهي إلا سنوات قليلة – رغم الظروف التى صاحبت هذه الفترة كعاصفة الحزم لإعادة الشرعية لليمن وجائحة كورونا التى عصفت بالعالم كله وانخفاض أسعار النفط – حتى أيعنت ثماره، وحان قطافها فوجدنا المملكة تتبوأ مكانة عالمية مرموقة وفقًا لتصنيف المنظمات والهيئات العالمية المتخصصة، وهذا بفضل الله ثم بفضل قيادة حكيمة سخرت إمكاناتها لخدمة بلادها وشعبها؛ ولذلك تأتي الذكرى السابعة لتسنم خادم الخرمين الشريفين زمام الحكم بالبلاد لتذكرنا ما وصلنا إليه من نعم لاتعد ولا تحصى؛ فشكرًا خادم الحرمين الشريفين، وخالص الدعاء أن يمد الله في عمرك، وأن يبقيك ذخرًا للإسلام والمسلمين، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
0