معية لا تابعية هو مبدأ الارتباط، وهذه هي الحياة بمقاييسها
لا يتبع أحدهم الآخر، ولا وجود لقائد
زوج وزوجة؛ ليكونوا أسرة وليزرعوا الود؛ وليدرأوا الحقد
لا للطغيان أو العنفوان أو التقييد ثم الثورة والتمرد ..
منظور ومقياس للحياة ولا حياد عنه، هي فقط مجرد عادات لم ينزل الله بها من سلطان حرفيًا،
الرجال قوامون على النساء …
ولكن بما فضل الله بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم.
من هنا قاعدة ربانية ستظل ما ظلت الحياة، ولكننا أبينا إلا التحايل.
…
الأرض … خلقها الله تعالى وترامت أطرافها، وتعارفت شعوبها، وتآلفت فمن باب أولى أن تتواءم أطراف الأسرة الواحدة، وأن تتنامي بينهم علاقات وترابط يجمعهم، ولا يشتت شملهم شيء مهم، اختلفت الآراء، ومهما تفاوتت وجهات النظر.
نحن خُلقنا لنتكامل؛ ولنكون سندًا وعونًا لا فضل لأحدنا عن الاخر … بيننا احترام وعطف فُطرنا عليه،
ولن يزعزع فطرتنا، ومبادئنا شوائب الحياة وتسارعها، وتزامن المصالح وتضاربها.
قديمًا كان الترابط بين العائلات قويًا لايكاد يفرق شملهم شيء في كل مناسبة هم حاضرون ومتواجدون، ويمدون الأيادي البيضاء والقلوب الصافية.
واليوم طغت على حياتنا مظاهر لم يكن يعهدها من هم قبلنا،
أصبح الشتات طبيعي،
الطلاق راحة،
الأبناء لم يعودوا الهدف الأسمى،
قتلت مشاعرنا المظاهر،
وطغت الماديات بكافة أشكالها على أنفسنا، ولم يعد للحياة مبدأ، ولا للعشرة مكانة ولا للود بقية.
…
تخلى الأم والأب كذلك عن أبنائهم؛ بغية الحرية والانشقاق عن الفطرة. وما قد يسمى ممارسة للحياة بكل أشكالها (هو محض كذب، ومجرد افتراء على القلوب المحبة).
أصبحت المشاعر أضحوكة تدعو للسخرية، وبات من الطبيعي أن يخطط العقل للربح مهما كان الثمن. هذا هو الذكاء.
وهنا فقدنا الكثير …
قلوبنا
ذكرياتنا
الروائح الجميلة،
والاستمتاع بكل صغيرة وكبيرة مع من نحب.
…
دوامة كبيرة ولا مفر للخروج منها، التيار جارف وقوي وعنيد، وهنا يصعب التمرد والانقلاب لممارسة الاتزان الحياتي الذي وإن فكرنا لثوانٍ فقط لوجدناه فطرتنا، ولكننا تجردنا منها.
عني لا اجد لهذا التجرد مقابلًا، ولم ألمس له أي عائد متميز.
خسرت الأم مشاعر أبنائها، ومحاوطتهم لها، والركض يلهثون لضمها …
وخسر الأب هيبته، ومحاولة التودد لكسب رضاه.
وضاعت الطفولة في زوبعة وأعاصير الأوهام، فلا واقع يعيشون به …ولا حياة ملموسة يمارسونها.
حُبست الطفولة وألعاب الأطفال، وبراءتهم خلف قضبان التكنولوجيا والعوالم الخفية.
وهنا أتساءل: إن لم نربِ نحن ونحتوي فمن الذي سيقوم بهذا الدور ويربي، ويوجه ويحتوي.
…
أناشد من يهمه الأمر
أناشد من هم مثلي يتعجبون
أبناؤنا أمانة .. وحياتنا أمانة .. أزواحنا أمانة.. آباؤنا وأمهاتنا، وكل قيمنا ومبادئنا، وما تربينا عليه أمانة لا يفرط بها بسهولة.
جيلٌ مضى وقد كابد، وجيلٌ يجاهد اليوم؛ ليجاري كل مستحدث. ولكننا نحمل بعض الرواسخ والقيم، ولنا في كل يوم وقفة، وفي كل خطوة ألف حساب.
والخوف كل الخوف على جيلٍ قادم لا يفقه إسس شيء، ويفتقد حتى للواقع.
•••
هل سيستمر الوضع بهذا الشكل، هل ستُكَف أيدينا عن تربية أبنائنا يومًا، هل سيظل للعائلة وجود والارتباط حلماً جميلاً، والاستقرار هدف؟
أم ستتلاشى كل تلك المبادئ وتصبح مجرد تاريخ؟
شاركوني البحث عن إجابة.
ماشاءالله بتوفيق ?كلام سليم ?
موفقه يارب مقالة تلامس مشاعر الجميع
مقال رائع وجميل فعلآ هذا واقعنا ونسأل الله السلامة ويحفظ لنا أولادنا ويحسن أوقاتهم.
انت قمت بصياغتها بامانة فوصلت كامانةللقلوب المحبة.. واتمنى ان يتم نقلها ونشرها وتوجيهها بالشعور بهذه الامانة التي ابت السماوات والارض ان يحملنها. مع التحية والتقدير للكاتبة
لامستي المجتمع فعلا بمقالك أحسنتي بالتوفيق ان شاء الله
جميل استمري ??