تشهد السعودية حراكًا متقدًا ومسارًا تصاعديًا سريعًا لمواكبة العالم الأوَّل على كل الأصعدة؛ حيث قادت أهم مصادر الطاقة عبر إدارتها (لأوبك بلس) لخفض الإنتاج وامتصاص الفائض، وإعادة التوازن للسوق، وكسب الرهان حتى ارتفعت أسعاره، واستطاعت أن توفق بين طرفي نقيض ومتضادي مصلحة روسيا، ومن معها من الدول المنتجة للنفط التي تسعى لارتفاع أسعاره وأمريكا، والدول المستهلكة للنفط التي تريد انخفاض الأسعار، كما أن قيادة المملكة بحكمتها أثنت الحكومة الأمريكية التي كانت تهدد وتتوَّعد السعودية، وجعلتها تتفاوض معها وفقًا لمبدأ الندية والمصالح المشتركة؛ حتى وافقت أمريكا على صفقة الصواريخ لصالح المملكة بعد أن أعلنت أنها لن تبيع أي قطعة سلاح للسعودية، وهذا مثال على مكانة المملكة عالميًا فضلًا عن واقعها المحلي الذي قفزت به لمصاف الدول المتقدمة في أكثر من مجال وفقًا لتصنيف المنظمات العالمية المتخصصة.
نسرد هذا بمناسبة التعامل الحازم مع دولة لبنان الذي صدم أصحاب العقول الصدئية والصورة النمطية المسجلة عن المملكة العربية السعودية [صورة بدوي وبعير وبئر نفط] صورة يدعمها مكابرة وسطحية، وجهل مركب يدفع بتلك العقول؛ لتتخندق مع الشيطان كئلا تعترف بما وصلت له السعودية وتتقيأ غلها وحسدها بتصريحات نتنة، ولم تكن المملكة لتذهب إلى هذا الإجراء لولا أن بلغ السيل الزبى فبعد كل المواقف والجهود (وقف حربًا أهلية لبنانية استمرت 15 سنة) باتفاق الطائف ودعمًا لوجستيًا ومعنويَا وماديًا بمليارات الدولارات -أكثر من 70 مليار دولار – للبنان بعد كل هذا يستهدفون المملكة بالصواريخ البالستية من اليمن وبالمخدرات وبالهجوم الإعلامي استهداف ممنهج على كل الأصعدة، وحين قالت المملكة كفى وقطعت العلاقة جُنّ هؤلاء، ورغم أن المملكة لم تتعامل مع لبنان بما يستحق فقط استجابت لما يرددون هم (حلو عن سمانا)، ولكنه قدر الكبار أن يبقوا كبارًا، وأن تسير القافلة و… .
0