في ليلة ماتعة وفي زيارة برفقة الصديق أ. إبراهيم زاهد قدسي لمركاز الأحبة الثقافي في رحاب أم القرى..مركاز البهاء والوفاء مركاز النقاء والصفاء. حيث يُطَّرز المركاز الأصيل لياليه بالأحاديث الأدبية الجميلة والشعر العربي الأصيل لشعراء خلدوا كلماتهم العذبة في التأريخ الإنساني بأبيات شعر فيها الكثير من المعاني العظيمة، والأحداث العابرة، والمواقف الخالدة. فيهِ أُناس فضلاء أحبوا ويحبون كل الضيوف وعلى مختلف مشاربهم؛ لرؤيتهم بينهم والترحيب بهم بأناقة في مكان على قدر بساطته إلا إنه يسمو وبكل تقدير بالحب والمحبة والسعادة والتواضع. وتعلو مكانته في الأفق بمزيدِِ من الكرم والضيافة المنبعثة من داخل تلك النفوس الطيبة. ولا تجد في جنبات هذا المركاز العامر وأركانه المشرقة إلا مايضفي المتعة لعميق الخاطر ويطرب مكنون الفؤاد بكلمات الود وعبارات المودة وجُمل الثناء حتى في حال اختلاف الرأي بين أعضائه أو مرتاديه فإنه لايفسد بهجة الأجواء الحالمة في هذا المركاز المتميز.
و حقيقةً يسجل لهذا المركاز انبعاث الجلسات الأدبية القديمة من جديد في هذا الوطن الغالي وفي مكان شعبي بسيط لا تجد فيه شيئاً من التكلف أبداً بين الأشخاص المتواجدين أو المبالغة في تكاليف مجلس المركاز. ويقول أحد أعضاء هذا المركاز الثقافي في هذا الشأن القائم الأديب القدير الأستاذ إبراهيم يحي أبا ليلى :” إن مركاز الاحبة هو مركاز يقع تحت مظلة مركز حي المسفلة التابع لجمعية الأحياء بمكة المكرمة.. إنه وكما قال معظم من تابع الفعاليات فيه قد أعاد للذاكرة المراكيز التي كانت في مكة المكرمة وما تزال في بعض الأحياء ولو أنها قلت وانحسرت كثيراً عما كانت عليه بالأمس حين كانت الحارات تعج بالمراكيز وأخص بالذكر مركاز المسفلة الذي كان يضم عدد كبير من الأدباء والمثقفين. نعم فمركاز الأحبة الثقافي يقوم بإثراء الثقافة بين أفراد المجتمع وبالأخص الشباب وتنمية مهاراتهم وإبداعاتهم من حيث الفنون من: مجسات، وقصائد شعرية، ودانات، ونثر، وقصص، إلى آخره ونحن نستقطب كل من له إبداع في هذه المجالات وغيرها ولو لاحظت أن قائمة أعضاء المركاز تضم تعريفا كل عضومن الأعضاء باسمه ومهارته.
ويستكمل: “وأمنياتنا أن يستمر هذا المركاز بما فيه من بساطة وبما فيه من فعاليات عديدة؛ لكي تستفيد منه أكبر شريحة من شرائح المجتمع المكي بل نرجو أن يتجاوز إلى كل مدينة في بلادنا الغالية، بل والعالم بأسره حيث تأتينا رسائل الإعجاب من الدول الأخرى. فالثقافة هي منبع الفكر والإبداع. وحقيقة كثير ممن يتابع مايدور في هذا المركاز أعجبوا وبشدة لما يطرح فيه وكم وصلت إلي رسائل يتمنى مرسلوها أن يكونوا ضمن جلساء هذا المركاز وهذا ما يجعلنا نزيد في تقديم كل ما يسر المتابع الكريم من فعاليات وهذا أمر يثلج الصدر ويحفز على أن نقدم المزيد والمزيد وأن نتحرى الجودة فيما نقدم؛ لأننا حقيقة نعكس ثقافة أطهر البقاع على وجه الأرض وهذا شرف كبير لكل مشتغل في الثقافة والأدب وغيرها من مجالات الحياة.
إن من المأمول من الجهات ذات العلاقة تقديم كل الدعم والعون لهذا المركاز الثقافي من إمكانيات ومجهودات تساهم في المزيد من الجمال والتميز والتقدم مع المحافظة على مضمونه وشكله الحالي ويؤكد أديبنا الرائع أبا ليلى عبر كلمات معبرة هادفة بقوله :” ونرجو كذلك من مؤسسات المجتمع النظر إلى هذا المركاز الذي يمثل ويعكس ثقافة هذه البلاد المباركة ومكة المكرمة هي درة تاج هذه البلاد بما تحويه من الأماكن المقدسة التي تهوي إليها أفئدة ٢ مليار مسلم وأن يتم دعم هذا المركاز معنوياً ومادياً؛ لكي يستمر في عطائه المرجو ونسأل الله القدير أن يبارك في الجهود وأن يجعلنا عند حسن الظن… “ونحن بدورنا وعبر صحيفتنا الغراء صحيفة مكة الإلكترونية نضم صوتنا لصوت أديبنا القدير في رؤية المركاز بأجمل صورة.