كلمة مكة
في الشَّهر الأول من عام 2015م اتجه السعوديون لتقديم البيعة لمليكهم الجديد سلمان بن عبد العزيز آل سعود بمشاعر مختلفة؛ حيث حان وقتها البيعة لرجل دولة عرفوه قائدًا بارزًا ووطنيًا مخلصًا منذ نصف قرن من الزمان. سارت إجراءات البيعة بشكل اعتيادي، امتزج بمشاعر شوق كبرى لما ستحمله الأيام التالية من تغييرات وتحديثات ستنعكس على حياتهم ومستقبل وطنهم.
كان شعور الاشتياق للمنجزات القادمة مرتبطًا بخبرات وتجارب ومنجزات لمسوها للملك الجديد إبان تقلده لمهام عديدة كان أبرزها أميرًا لأكبر منطقة إدارية في المملكة لأكثر من أربعين عامًا، فأداء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في إمارة الرياض لم يكن إجرائيًا رتيبًا، بل كان مبدعًا ومبتكرًا ومجددًا، قدَّم من خلاله مدرسة إدارية متميزة في الحكم والإدارة، وفي هذه الأيام يحتفل أبناء المملكة بمرور سبعة أعوام هجرية متأكدين أن ما تم خلالها من منجزات وتغييرات فاق التوقعات كثيرًا، وقدَّم واقعًا مختلفًا انعكس بشكل إيجابي على أسلوب وجودة الحياة الحاضرة والنظرة المستقبلية للمملكة في العقود القادمة. فقد تم إحداث وإدارة التغيير والتطوير وفقًا لمنهجية عمل أخذت في الاعتبار المحافظة على مكتسبات الوطن، ورسم خارطة تحول عميقة تنقل المملكة لمواكبة كافة الظروف المستقبلية بثقة وثبات.
لقد جاء إقرار رؤية المملكة 2030 في العام 2016م بمثابة دستور تنموي ينظم أعمال التحديث والبناء في كافة المجالات كأحد أهم منجزات العهد الزاهر، وقد أثبتت السنون الماضية عُمق الرؤية وتجاوبها مع الواقع بتوفير ممكنات واقعية لمجالات متعددة أظهرت الكثير من الإيجابيات وستظهر أكثر في الأيام القادمة -بإذن الله-. لقد كانت المملكة أمام أوضاع استدعت تخطيطًا عميقًا لمستقبلها وتحولًا مدروسًا لمجتمعها يؤهله للتعايش في مجتمع عالمي متغير؛ ولهذا فإن المتأمل فيما حدث من تغييرات، وما يعلن عنه تباعًا من نقلات يدرك حجم التغيير والتطوير الذي تحتاجه، وتستحقه المملكة قيادة وشعبًا لتكون دولة راسخة اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا. وفي كل عام عندما نحتفل بذكرى البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان – حفظه الله – سنكون أمام منجزات كثيره تذكر ولا تحصر وسيتذكر السعوديون في كل عام أن مشاعرهم وشوقهم وتوقعاتهم لمنجزات مليكهم الجديد عند تقديم البيعة في العام 2015م، كانت حقيقة وواقعية أثبتتها منجزات وتغييرات لواقع يتجسَّد أمامهم أكثر أمنًا ورخاءً ومستقبلًا مشرقًا – بإذن الله – أكثر تفاؤلًا وإشراقًا.