بتتبع ما قرأت من كتابات عنه بعد وفاته -رحمه الله- وجدت هناك من أعطى زخمًا من المعلومات عن حياته وشعره، ومن المنصف له في حياته الشعرية بأنه من الشعراء الأوائل على مستوى بلاد زهران من كان لهم وجود آنذاك في ساحة العرضة، وكان له ولأمثاله كالشاعر الكبير صُغير بن ناصر من بلحكم، والشاعر المعروف بـ طُريخم من دوس، والشاعر سالم الفديم من برحرح، والشاعر أحمد الحرفي من أولاد سعدي، والشاعر سعيد الأصوك من بالمفضل، والشاعر الكبير محمد أبو شمال من النصباء، والشاعر بن محمد مصلح من بني سار، وغيرهم ممن يحضرني أسماؤهم، ناهيك عن شعراء غامد العظام الذين عاشوا في تلك الفترة، كان لهم الأثر الكبير في حفظ الموروث في مجال الشعر الشعبي الفتل والنقض، ومن ثم تناقله من بعدهم شعراء اليوم كالشاعر صالح اللخمي والشاعر عبدالله البيضاني، ، والشاعر الدكتور عبدالواحد ووالشاعر الدكتور إبراهيم الشيخي وغيرهم.
نعود إلى أن ابن سحبان هو أحد أعمدة الشعراء الذين كان لهم الفضل بعد الله في تأصيل، وحفظ الموروث من التأثيرات الدخيلة؛ فلم أسمع عنه حضوريًا أو سماعيًا إلا كلمات شعرية في المديح، وفي الثناء وفي وصف المقام في أوانه بما هو أهل له بعيدًا عن الإطراء وبعيدًا عن الإسفاف؛ فهو بحق شاعر الجيلين؛ فهو مخضرم عاش عمرًا طويلًا وأكرمه الله بأبناء يُشار إليهم بالبنان، وما ذلك إلا من توفيق الله له، ولعصاميته وشجاعته -رحمه الله- وأسكنه فسيح الجنان.