يعتبر “برايل” نظامًا لكتابة الأحرف والرموز على شكل نقاط بارزة، وتقرأ من اليسار إلى اليمين باستخدام الأصابع للكفيف أو العين للمبصر؛ ولذا تعتبر وسيلة للقراءة والكتابة معًا. و”برايل” ليست لغة لكنها رموز تكتب وتقرأ بها اللغات. ابتكرها الكفيف الفرنسي “لويس برايل” قبل ما يقرب من 200 سنة، وتم اعتمادها عالميًا قبل 100 عام تقريبًا، وقد مرت بعدة مراحل وتطورات، سأتحدث لكم في هذه السطور عن تكوينها وخصائصها، وأبرز مشكلاتها. إجمالًا تتكون طريقة “برايل” من عدد من الخلايا, وتحتوي كل خلية على عمودين, يتكون كل عمود من ثلاث نقاط بارزة, يستطيع الكفيف أن يقرأها من خلال تلمسها بأطراف أنامله, وتفصيلًا فإن الخلية الواحدة من خلايا “برايل” تتكون من ست نقاط مرتبة في عمودين وتمثل كل خلية رمز معين عبارة عن حرف أو حركة أو عدد أو علامة ترقيم، ونحو ذلك وكل رمز يشتمل على عدد معين من نقاط الخلية الست، وهذه الخلية عبارة عن عمودين من النقاط يشتمل العمود الأول الأيسر على النقاط الثلاث الأولى في الخلية من الأعلى إلى الأسفل ١ ٢ ٣ فتكون النقطة الأولى في أعلى العمود الأول، والنقطة الثانية في منتصف العمود الأول، والنقطة الثالثة في أسفل العمود الأول. ويشتمل العمود الثاني الأيمن من الخلية على بقية النقاط ٤ ٥ ٦؛ بحيث تكون النقطة الرابعة في أعلى العمود الثاني والنقطة الخامسة في منتصف العمود الثاني والسادسة في أسفل العمود الثاني. وبهذا فإن النقطة الأولى ١ في العمود الأول تقابلها النقطة الرابعة ٤ من العمود الثاني والنقطة الثانية من العمود الأول تقابلها النقطة الخامسة من العمود الثاني والثالثة في العمود الأول تقابلها السادسة في العمود الثاني. ومن خلال ما سبق فإننا بترتيب النقاط وترقيمها بالشكل الصحيح نستطيع إنشاء وكتابة عشرات الرموز، مثال بسيط: حرف الألف في طريقة “برايل” تمثله النقطة رقم ١ مكان هذه النقطة في الخلية هي النقطة الأولى الموجودة في أعلى العمود الأيسر، وهكذا نتعرف على بقية الحروف والأرقام والرموز، وجميعها لا تخرج عن هذه النقاط الست التي قمنا بتوضيحها. خصائص في طريقة “برايل” . هناك الكثير من الخصائص في طريقة “برايل” أبرزها : أن حجم الخلية في “برايل” ثابت في القراءة والكتابة، والقراءة بطريقة “برايل” تكون من اليسار إلى اليمين، وليس ذلك مقتصرًا على اللغة الإنجليزية فحسب بل في جميع اللغات. كذلك الكتابة بطريقة “برايل” لا تعتمد على الألوان، وإنما الذي يحدد لون الكتابة هو نوع الورق المستخدم الذي يجب أن يكون ورقًا مقوى يستطيع تحمل النقاط البارزة، ومن الخصائص أن طريقة “برايل” لا تكتب إلا بخط واحد فهي أقرب للطباعة الإلكترونية، وكما ذكرنا فان “برايل” طريقة دولية وكل دولة تحورها حسبما يناسب لغتها. إلى جانب هذه الخصائص توجد هناك بعض المشكلات التي تواجه مستخدمي هذه الطريقة، ومن أهمها: كبر حجم الكتب. فكتب “برايل” الورقية تأخذ حجمًا كبيرًا مما يجعل من حملها أمرًا مرهقًا. أيضا بطء القراءة. فقد لوحظ أن القارئ الكفيف لا يستطيع أن يقرأ بنفس السرعة التي يقرأ بها الشخص المبصر؛ وذلك لأن أصابع اليد لا تستطيع أن تقوم بمسح النقاط بالسرعة التي تقوم بها العين ولتجاوز هذه المشكلة لابد من تمرين اليدين على التحرك بخفة ولطف وسرعة ليتمكن الكفيف من القراءة بشكل أفضل. ومما يساعد على القراءة الجيدة أن تكون اليدان نظيفتين وجافتين ودافئتين. إلا أن هذا البطء في القراءة لا يعتبر عائقًا أمام التعلم فمع كثرة الممارسة والتدريب يستطيع الكفيف أن يقرأ النصوص بسرعة كبيرة. ولكن هناك مشكلة أخرى تتمثل في التكلفة الباهظة للطباعة بطريقة “برايل”. فإن طريقة “برايل” تكلف الكثير من الأموال في إنتاج الكتب، ومن المشكلات الشائكة الاستخدامات المتعددة لرمز الواحد. فكما ذكرنا أن خلية “برايل” عبارة عن ست نقاط تتشكل منها أو من بعضها جميع الرموز فقد يكون للرمز الواحد عدة استخدامات، وتعدد استخدام هذه الرموز قد يتسبب في وضع القارئ في بعض الحيرة والغموض؛ وذلك أن الرمز الواحد قد يستخدم ليعني حرفًا أو علامة ترقيم أو رقمًا ونحو ذلك، ونستطيع تجاوز هذه المشكلة بوضع علامات معينة للتفريق بين ما سبق وأيضًا من خلال سياق النص… بعد فضل الله أسهمت طريقة “برايل” في دخول المكفوفين لمجالات كثيرة أبرزها المجالات التعليمية، والحمد لله مع التقدم التقني الكبير أسهم استخدام المكفوفين للأجهزة الذكية والتقنيات المتطورة في زيادة مجالات العلم والثقافة لديهم والوعي والمسؤولية لدى أفراد المجتمع.
——————-
معلم عوق بصري