المقالات

قيمتك

 

تفرس اهتمامك وابحث في دليل الإعجاب المتربع في قاموسك، وربما تكون واحدة من مجامع الطرق التي تودي الى معرفتك لقيمتك، وعلى أقل تقدير إشارة اليها.

لكل منا قيمته الحقيقية، وبمعنى أخر تلك التي حددها الوجود أخرى نمطية وهي ما تحدده الذوات في الوجود، وعليه فإن الكثير يعيش تحت طائل تلك القيمة “أي النمطية” وربما تنتهي بنا الحياة ولم ننسج خيطاً في حقيقة هذا الوجود.

بطبيعة الحال تعددت محددات القيمة، وبالتالي تعددت منطلقات الحكم، (ولكل شرعة هو موليها)، وبما أن القيمة أحد أهم نقاط البحث ومنافذ الدراسة لدى الفلاسفة والمفكرين وخاصة ما يقوم بها ويتغذى عليها من تفسير الطبائع البشرية وتحليل المفردات النفسية، باتت عمدة البحث لدى الكثير.

ربما لن تجد خلافاً في أن قيمة الانسان تكمن في الجانب الأخلاقي، وحتى المثل الشهير “قيمة الانسان فيما يحسن” سنجدها تصب في هذا مع عدم الاكتفاء بذلك بطبيعة الحال، وبالتالي تكوّنت الأخلاق قاعدة يتبع لها ما عداها مما يحسنه المرء، ولن يخرج بحال عن البناء، ولكن ما ستجد فيه الخلاف هو واقعية تحققها وطرق استشعارها ومؤديات حال التصور عنها.

العالم المادي مثلاً يرى قيمة الإنسان في الناتج المادي بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى، وربما نرى ذلك جلياً من خلال تعويضات شركات التامين لأراملة المتوفى مثلاً فالعبرة هنا ليس للأخلاق ولا قيمة الانسان في محيطة كما أن أثر تلك الروح في ذلك الوسط بات بلا ثمن والثمن الحقيقي لدى تلك الثقافة يقوم على الدخل السنوي ضمن معادلة مقننة.

كيف تراها أنت؟؟

كثير من يرى قيمته في سيارته التي تستوقف المارة، وكثيرات هن اللواتي يرين قيمتهن في جمالهن الظاهري، فما هو الحال دون تلك الأدوات إن صحت التسمية؟؟!!

متى كنتَ قائماً على تلك الأدوات فالقاعدة تقول أنك ستبقى رهينتها، فهي معيار الوجود وأصل القيمة، وما دمت رهينتها فلا قيمة لك بغيرها وحياتك ستبقى معلقة برقبة ذلك المعيار.

“يصبح الإنسان عظيماً تماماً بالقدر الذي يعمل فيه من أجل رعاية أخيه الإنسان” وفيما قاله زعيم الهنود الروحي تأطير عام للقيمة وهي توحي بمعيار الأثر دليلاً لذلك الوجود.

وصل البعض إلى المقام المحمود في هذا الباب حتى أصبح أثره متعديا لجيله متتابعاً لما بعد زمنه وهذا أصيل في معنى الرعاية الذي طرحة غاندي وكأنه أراد البناء.

نخلص من هذا ومما سبق أن الانسان يكون بتلك الاخلاق التي بنى بها نفسه وشد بها أزره ولما صُنع بالأخلاق تقرر عليه أن يبني غيره ويصنع ذلك المحيط بقدر ما بُني فيه.

ختاماً…. يقول البردوني

“قُمْ يا صريعَ الوهمِ واسأل بالنُّهى ****ما قيمة الإنسان ما يعليه

واسمع تُحدِّثُك الحياةُ فإنّـــــــــــها**** أستاذةُ التأديبِ والتّفــقيهِ”

 

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button