المُهلم من يساعد الآخرين على النجاح، ولا يكتفي بنجاحه فقط، المُلهم من يبني في إدارته وبين مرؤوسيه روح الإبداع والابتكار، يتميز بالنشاط ويزرعه في نفوس زملائه، ويحميهم من كل المؤثرات السلبية، وأولها ضغوط العمل السلبية .
المُلهم قد يكون قائدًا، وقد يكون عضوًا في الفريق، لكنه معزز لكل الإيجابيات مساعد، ومساند للجميع .
ويرى بعض مدربي التنمية البشرية..إن الشخص المُلهم يؤمن برؤية واضحة له، وللآخرين، ويعمل على تنفيذ رؤيته وتحقيق أهدافها بنجاح، مفعلًا جهود زملائه نحو تحقيق النجاح، كما أن لديه قدرة على الإنصات للآخرين، والاستماع الواعي لمقترحاتهم، والتواصل معهم بذكاء يشعرهم أنهم جزء مهم في تنفيذ المشروع ونجاحه، والإلهام من وجهة نظر علماء النفس، وحسب قول عالم النفس الوجودي “رولو ماي” في كتابه شجاعة الإبداع “البصيرة لا يمكن أن تولد في كثير من الأحيان إلا بعد أن يسترخي التوتر الواعي والتناول الواعي”.
وفي قديم الزمان نسب العرب في العصر الجاهلي الإلهام عند الشعراء بأنه استعانة بالجن؛ لأنهم يأتون بأجمل القصائد الشعرية التي تفوق بوصفها مدارك الإنسان، واعتبروا (وادي عبقر) بالمدينة المنورة مصدر إلهامهم.
ويُعرف ابن تيمية الإلهام بأنه “إشراف المعرفة، وانبثاقها دفعة واحدة بدون مقدمات معينة أو تذكر لمحفوظ أو خبرة واضحة”.
أما الإغريق فقد وصفوا الإلهام بالسحر، والاستعانة بالشيطان، ونعتوا مفكريهم ومبدعيهم بالسحرة والكفر بل ازدادوا عدوانية وإجحافًا وصلبوهم وقتلوهم؛ لأنهم أتَوا بأفكار تفوق مدارك الآخرين في العصور المظلمة.
ولعل الإلهام يعتبر سلوكًا وعملًا قبل أن يكون مجرد كلمات تشجيعية وتحفيزًا لفظيًا، وليس مجرد مشاعر حب، وعلاقات اجتماعية مميزة، وهو أيضًا قدرات شخصية، ومعارف مكتسبة وتدريب .
————-
تربوي متقاعد