عبر رحلتي العملية التي تلاعبت بها الأمواج المكانية هيأ الله لي أن أكون معلمة في إحدى مدارس الأرطاوية، والتي شرفتني حينها بالتعرف على معلمة من كون آخر معلمة لغوية برائحة الكيمياء، أدهشني خلقها الفريد جدًا، وتعاملها الراقي مع جميع المنسوبات بكل طاقمها الإداري والتعليمي والإرشادي والطلابي،
والذي جعل منها سبيكة ذهبية تمشي على استحياء.
أنيقة الروح والمبسم بسيطة التعامل تملك حصافة الرأي، وقوة الفصاحة، والأجمل من هذا وذاك سعة المعرفة الثقافية في المجال الديني والأدبي، وتداولها الحديث في العصور السابقة بما فيها الأدب الجاهلي والعباسي وبقية العصور كموسوعة ثقافية، تملك في حديثها ترانيم المُذيع، وهو يتصفح جبين التاريخ بثقة وعلم مُجنح، تتزاحم الكلمات على لسانها بحديث عالم مفكر، ولا أخفيكم حقيقة انتظار الجميع لكلماتها التي تخرج منها كعناقيد من الشهد المصفى والرصانة في الطريقة والأسلوب والمتعة كذلك –
يشرق محياها بِـابتسامة لاتغيب عن ضفاف ملامحها؛ وكأنها تعكس سريرة النفس المهذبة بداخلها.
تملك كاريزما ناضجة تسيلُ أدبًا، وذوقًا وجاذبية.
أما الذكاء والحنكة في ردودها فحدث ولا حرج، وفي تعجبها كذلك وإجاباتها المصفصفة، وحتى استفهاماتها المظللة بالرقة والذوق والحب بشكل عام.
خلقت من نفسها سيدة مهذبة في مواقفها التي يشهد لها العيان.
رائدة من رائدات الذوق العام في الحديث والحوار.
أما صفة الإيثار فكانت تأخذ الكثير من المساحة في تعاملها مع زميلاتها وطالباتها.
كانت تؤثر على نفسها الكثير من الأمور في المجتمع المدرسي حتى ولو كانت بنفسها خصاصة.
تمتلك فلسفتها الخاصة، وهي تعبر عن رأي مجتمعي أو ثقافي مما جعل منها دهشة في صياغة عبارتها وإبهار الحول بمصداقية حديثها.
إيمان السويلم معلمة تملك أناقة مستديمة أناقة الروح، أناقة المشاعر، أناقة الرأي المحنك، أناقة الحديث بجميع طقوسه حتى شقاوة المزاح أحياناً ذات رشفة مخملية تضيف لروحها هتان عذب بارد كبرودة الودق في يومٍ هادئ، رافقت زميلاتها بروح الجماعة في العلم والعمل، ووضعت بصمات الأستاذية على جبين عملها، وفي أكف طالباتها اللاتي تأثرن بها كإنسانة قبل كل شيء، وكمعلمة تعتكف في الميدان.