يلوّح الهلال بشال الإنجازات والفوز والبطولات دون كلل؛ لنكتشف أنه يقودنا نحو مصيدة اللا عودة من الفرح.
يستمر هذا الأزرق كابوسًا مرعبًا لخصومه، يتحايل علينا، وهو يمطر محبيه بالفرح لنتورط معهم -نحن المحايدين- في العيد الدائم.
تقول الحكاية: إن آسيا كانت مهادنة معه قبل أن تقلب له ظهر المجنّ فتختبره بالمزيد من الخيبات والخسائر، وتخلع عنه قلب الفرح، لتزرع مكانه الخيبات، غير أنها كلما فعلت ذلك تعّقبها ونزع وجعه؛ ليعيد فرحه ومجده، وهو الذي يعرف أن المجد لا يمكن أن يبلغه أحد دون أن يكون له قلب من حجر.
استنفر حينًا عدته وعتاده من أجل مجده لكن آسيا عادت ومزقت جناحيه؛ حتى لا يظل طائرًا يغني على شجرة الأفراح.
غير أن الهلال عاندها مرة أخرى، وزرع له أجنحة كثيرة من فوز وبطولات وأمجاد وثقافة، وزعها على كل الجهات، وسافر مقسمًا على كرة القدم أن لا تنال منه كغيره، وأن يستنفد حصته الكاملة من الفرح والمنصات والكؤوس، وهاهو يخرج لسانه (للآسيوية صعبة قوية) بل ويركلها باتجاه محيط خصومه.
آمن هلال المواعيد الكبرى أن الرياضة مطحنة هائلة، وما من وعود قدمتها لأحد.
قرر أن يسقط كل مرة في فخ الأمل تاركًا لعبّاد الأوهام أمل سقوطه في بحر الخيبات.
هذا العنيد كان نشازًا وعرف منذ البدء قواعد اللعبة، وكان يتمرد وما زال، وليس بالضرورة أنه كان يفوز كل مرة، فقط بقيت عينه تغازل المنصات حتى وإن كان الثمن الجحيم وتشكيك الخصوم.
غريب هذا الهلال الجسور الذي يمضي غير عابئ بمن حوله، ومن يقارعهم، وما أقسموا عليه، وأجمعوا أمرهم ذات نزال أن يحيلوه مجرد ماض.
الهلال القمر الذي يطلّ علينا كفردوس منتظر لا يجده غيرنا
الهلال؛ سعادة رائعة مطرزة بأبجدية فرح لكنه فرح متعال ومتكبر على كل شيء، لذلك كان يلوح بحضور البهجة دائما كخلاص من فخ كبير اسمه الخسارة.
هو اسم اختار التفرد والغناء بعيدًا ووحيدًا وانحاز لنا -هاهو يستدرجنا نحو الزرقة لنكون رفاق الناي والغناء العاري إلا من المتعة والصدق والجمال.
ليل مواعيد الهلال طويل، وهناك متسع لجعل الهلال فاتورة الفرح التي تصلنا عبر إطلالات مهيبة.