يأتي طلب المملكة الرسمي باستضافة معرض إكسبو 2030 في مدينة الرياض، والذي حمله خطاب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى المكتب الدولي للمعارض؛ ليمثل خطوة جديدة ونقلة نوعية ضمن أهداف رؤية المملكة 2030، لما يمثله هذا المعرض من نافذة اقتصادية مهمة وفرصة مميزة لفتح آفاق التعاون مع دول العالم المتقدم، وتحفيز مجالات الاستثمار، بما يعود بالنفع على وطننا العزيز.
ونستطيع استشراف أمل القبول بطلب المملكة لاستضافة المعرض، برغم أنها تخوض شرف التنافس على الاستضافة مع روسيا وكوريا الجنوبية وإيطاليا وأوكرانيا، بكل ما لهذه الدول من ثقل ووزن اقتصادي وسياسي، ورغم ذلك يظل للمملكة حظها الأوفر في القبول قياسًا على مكانتها ونموّها الاقتصادي المتسارع بالنظر إلى مستهدفات “الرؤية”، ولعل رئاستها لمجموعة العشرين في العام 2020م قد عزز بشكل كبير من هذه المكانة، وأظهرت قدرات وإمكانيات المملكة الحقيقة، كما أن أملنا هذا تسنده الكلمات النيِّرات التي انضوت طي خطاب ولي العهد للهيئة المنظمة للمعرض؛ حيث اعتبر سموه أن: “الترشح يعدُّ تحديًا مهمًا ورمزيًا للمملكة” واعدًا بتقديم نسخة تاريخية من المعرض “بأعلى مراتب الابتكار، وتقديم تجربة عالمية غير مسبوقة في تاريخ تنظيم هذا المحفل العالمي”، كما أوضح سموّه أن “المعرض يشكل فرصة مميزة لمشاركة العالم دروسنا ونتائج جهودنا المرتبطة بهذا التحول غير المسبوق الذي أنتجته “الرؤية”، التي تمثل إطارًا استراتيجيًا يهدف لتقليص اعتماد المملكة على النفط ودفع التنوع الاقتصادي وتطوير قطاعات الخدمات العامة كالصحة والتعليم والبنية التحتية والترفيه والسياحة”..
مذكرًا سموه بأن “طموح المملكة للمستقبل، رؤية اعتمدت على الطاقة اللامحدودة لشبابنا بهدف إيجاد مستقبل أكثر استدامة لمصلحة الأجيال القادمة”، مبينا أنه كان “لزامًا على المملكة استشراف المستقبل، والاستفادة من مزاياها، وإطلاق العنان لإمكاناتها الاقتصادية في جميع القطاعات والمجالات، بالاعتماد على جهود شعبها والعمل مع شركائنا في جميع أنحاء العالم”..
لأجل كل هذه الإشارات البارقات، قرينةً مع إعلان 44 شركة عالمية مؤخرًا عن تسليم تراخيص مقراتها الإقليمية لمزاولة نشاطها في السعودية ضمن برنامج جذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية، نستطيع القول بكل ثقة: إن المملكة قادرة على تقديم تجربة فريدة ومتميزة لمعرض
إكسبو 2030 حال الموافقة على إقامتها هنا في الرياض، وهو ما يُشكل تحديًا جديدًا يلزمنا جميعًا أن نعمل على نجاحه، ورفع اسم وطننا عاليًا في المحافل الدولية..
والله ولي التوفيق.
0