تُعتبر الأسرة أهم مؤسسة في حياة الأفراد والمجتمعات؛ فهي محضن النشء، وأهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي تنقل ثقافة المجتمع وطريقة حياته من الجيل السابق إلى الجيل اللاحق، فضلًا عن أنها تُقدم للمولود احتياجاته البيولوجية والنفسية والروحية باعتبار طفولة الإنسان تعتبر طويلة مقارنة بغيرها من الكائنات، والإنسان ينمو بيولوجيًا وثقافيًا، ولهذا احتاج إلى فترة طفولة طويلة كما يرى زميلنا عالم الاجتماع التونسي محمود الذوادي، ويلاحظ في الآونة الأخيرة تزايد حالات الطلاق وتصدع الأسر وتفككها، مما ينذر بمستقبل مظلم وكئيب لمؤسسة الأسرة، وكثير من الشباب يقفز إلى الطلاق دون استنفاد الخطوات التي تسبقه.
وهي أربع خطوات:
١) واللائي تخافون نشوزهن فعظوهن، أي انصحوهن، والنصيحة تكون من الآباء والأمهات والإخوان، والأخوات وكل من يستطيع أن ينصح.
٢) إذا لم يفد النصح؛ فاهجرهن في المضاجع.
٣) وإذا لم يفد لا هذا ولا ذاك، فاضربوهن ضربًا غير مبرح، وهذه الطريقة تجد معارضة في الغرب، رغم أن الضرب غير مبرح، والضرب المبرح منتشر عندهم بكثرة كما تُشير الإحصاءات.
٤) وإذا لم تفد تلك كلها، فابعثوا حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها إن يريدا إصلاحًا يوفق الله بينهما.
وبعد ذلك تأتي الخطوة الأخيرة والخامسة، وهي الطلاق، وهو آخر العلاج مثل الكي الذي يعتبر آخر الدواء.
وأسس الأسرة السليمة يلخصها قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)؛ فالأسرة حسب هذه الآية تصبح ناجحة وفاعلة إذا توفر لها ثلاث قواعد:
١)السكينة والراحة وامتصاص توترات الحياة، وإذا لم يجد الشخص الراحة والاستقرار والهدء في بيته فأين يجدها؟
٢) المودة.
٣) الرحمة.
ويكفي أن نشاهد ما يجري في الغرب من أمراض وعلل نفسية، ومن انتشار للمخدرات وكثرة الانتحار والإجرام، وغيرها من الآفات الاجتماعية؛ لنعرف أهمية الأسرة في حياة المجتمع، والله الموفق.
مقال جميل وفي محله لأن الطلاق أصبح ظاهرة
ومن أهم الأسباب من وجهة نظري تعود إلى الوصاية الفكرية على النشء وعدم إعطائه فرصة لاتخاذ قراراته بنفسه فيعيش ويتربى متعودا على الأخرين من الأهل في اتخاذ القرارات نيابة عنه.
وعندما تواجهه مشكلة في عمله يهرب من المشكلة بالفصل من الوظيفة وعندما تواجهه مشكلة بعد الزواج يتخذ الطلاق وسيلة للهروب من المشكلة الزوجية حتى وإن كانت لاتسدعي الطلاق لأنه لم يتعود قبل ذلك على الحوار والتفكير في الحلول المنطقية .