المقالات

العقول النيرة

من أهم صفات أصحاب “العقول النيرة” أنهم لا يعيرون عقولهم لأحد فهم أصحاب فكر مستقل ..

قد يأخذون بالمشورة والنصح، ولكنهم لا يغمضون أعينهم ولا يمشون خلف أي تيار بلا تبصر وتفكير عميق؛ فليس لديهم تبعية عمياء ..
وفي رأيي أن أصحاب العقول النيرة هم ثروة عظيمة في أي مجتمع فهم من يصنعون المجد العلمي والفكري في أي مجال ينتمون إليه؛ لأنهم جماعة من المبدعين لا يهدأون، ولا يملون من البحث والاستكشاف والتفكر، وهم أيضًا أصحاب خلق رفيع لا ينشغلون بصغائر الأمور بل يبحثون عمَّا ينفعهم، وينفع الآخرين، ويتساءلون دومًا كيف نصبح أفضل مما نحن عليه الآن؟

ومن صفاتهم أيضًا أنهم ينظرون إلى العالم بعين مختلفة عن الآخرين، فأبصارهم دائمًا متجهة إلى مواطن الخلل والانشغال بإصلاحها وإذا لم يجدوا الخلل انشغلوا بالابتكار والتطوير ..

وهؤلاء المبدعون أصحاب الأفكار الخلاقة قلما يتصفون بالتكبر والتعالي، وتجدهم يقضون جل وقتهم إما بنشر المعرفة وتعليمها للآخرين أو بالتعلم والبحث في العلوم المختلفة.

ولعلنا نذكر في هذا السياق الحقبة التي ازدهرت فيها كافة العلوم الإنسانية التي غمرت الأرض بعبق الحضارة الإسلامية، وأصبحت أساسًا متينًا استقت منه الحضارة الحديثة الكثير من مصادرها، هذه الحضارة العظيمة بناها ثلة مباركة من أصحاب “العقول النيرة” من علمائنا المسلمين رحمهم الله ..

والسؤال هنا هل “العقول النيرة” وملكة الإبداع فطرة يولدون عليها البشر، أم أنها مهارة تكتسب بالممارسة والبيئة الداعمة، أم أنها نتيجة لكلاهما؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى