هل يمكن لسيارات الفورمولا التسابق بقيادة آليه بدون سائق؟
لنتأمَّل التطور المذهل في تبني هذه المسابقة العالمية لتقنيات تقود فيها صناعة المحركات والسيارات، وتعتبر رياضة فريدة من أغنى الرياضات العالمية، نظرًا لحجم الرعاة والإعلانات والجماهيرية الكبيرة والنقل التلفزيوني المباشر لأكثر من 120 دولة، وهي التي تستهدف بالتالي عوائد بالمليارات، وتنعكس على الفائزين بجوائز ضخمة جدًا. كل ذلك أوصل التنافس لمستويات متجددة في تبني التقنيات الذكية والحلول المعززة للفوز، وهذا ما يجعلنا نتساءل في أول المقال..متى سيأتي الوقت لنرى قيادة آلية ذكية بدون سائقين، وفي سباقات كالفورمولا؟
لنتأمَّل حجم البيانات المجمعة من السباق وازديادها المتنامي مع كل جولة، سنجد أن كل سيارة لديها أكثر من 120 حساسًا و16 كاميرا وتقنيات مدمجة في المقود وخوذة للسائقين، تجمع بالتالي بيانات ضخمة جدًا لهدف واحد، وهو ضمان سلامة السائق في أجواء تنافسيه خطرة.
وهذا يدعونا إلى التحدي في مدى الاستفادة منها ..
وفي كيفية تحليل تلك البيانات الضخمة مع أجواء سرعات الفورمولا غير الاعتيادية؛ لأن متطلبات معالجة البيانات تحتاج من الوقت ما يكفيها للبحث في أحوال المضمار والمركبة والطقس والحرارة إلى أبعد من ذلك في تحليل البيانات الخارجية على وسائل التواصل الاجتماعي لقياس أي مؤثر تستوجب سلامة السباق. مما يعني أن البيانات هي شريان المسابقة، وهي أهم ركائزها.
وهنا تبرز أهمية الذكاء الاصطناعي كأداة مثالية ولاعب مهم في فهم سيل البيانات وتحليلها والتنبؤ بنتائجها من أجل الإسهام في تخطيط استراتيجية السباق؛ لإعطاء أفضلية القرار للسائق بناءً على متغيرات لحظية.
كما نجد أن إسهامات الذكاء الاصطناعي في الفورمولا كبيرة، مثل تقليل النفقات في تحديد موعد تبديل الإطارات، ورفع كفاءة السائق في اتخاذ قرار التخطي والانعطاف والتجاوز والصيانة في دقة عالية. بالإضافة الى الاستفادة من مكاسب الرعايات والإعلانات للوصول إلى جماهير في ظروف مختلفة تتطلب تسويقًا ذكيًا لكسب مزيد من الثروات الإعلانية. هذا عطفًا على الوصول إلى نتائج سريعة كأبرز سمات استخدام للذكاء الاصطناعي، ففي دراسة بحثية أجريت على كل بيانات السباقات منذ 1983م، أظهرت نتيجة الدراسة كيف أن الذكاء الاصطناعي اختار السائق الشهير “إيرتون سينا” ليكون هو الأسرع في التاريخ، وهذا لم يكن ليحدث لولا تعلم الآلة من بيانات ضخمة في محاكاة واقعية أبرزت فوارق الأداء والمتغيرات بين كل المتسابقين.
خلاصة القول: إن استمرار التنافسية والفوز في الفورمولا تحتم بالتالي استمرار تطوير حلول الذكاء الاصطناعي مع كل جولة عالمية.
وها نحن اليوم نقف على حدث تاريخي تستضيف فيه المملكة مسابقة الفورمولا لأول مرة، مصنفة مضمارها كأسرع حلبة شوارع بالعالم، وفيها منعطفات قياسية بعدد 27 منعطفًا، وطول مضمار يفوق 6 كيلو، وتصل فيه السرعات مستويات جريئة بنحو 372 كم هي الأعلى بالساعة بمعدل انطلاق من 0 إلى 200 كم في أقل من 4 ثوانٍ، كل هذا يجعل من مضمار كورنيش العروس جدة، من أكثر المضمارات العالمية في الحماس والإثارة، وتجعل سباق السعودية من أهم الجولات العالمية، وفيها كما أعلنت عدة فرق تطبيق لتقنيات جديدة في التتبع والصيانة والقيادة المعززة بتحليلات الذكاء اصطناعي.
ومن يعلم؟
لربما تقنيات الذكاء الاصطناعي تطور القيادة أكثر لنشاهد سباق الفورمولا 1 بسائقين آليين بدون سائق، سترفع بلا شك مستوى الإثارة لمستويات أكثر خطورة وسرعة.
————————
خبير ذكاء اصطناعي