كتب الله تعالى لبلاد الحرمين الشريفين منذ القدم أن تعيش في أمن وأمان واطمئنان واستقرار، ونحن هنا في المملكة العربية السعودية ولله الحمد والمنة عشنا هذا الأمن والأمان في أنحاء بلادنا الرحيبة بالأمس، ومازلنا نعيشه اليوم ،وسوف نعيشه في الغد بمشيئة الله. ولم يأتي هذا الاستقرار الأمني الدائم هكذا مصادفة بل هو نتاج طبيعي لما قامت عليه الدولة السعودية – وفقها الله – من الدعوة إلى التوحيد واتخاذ القرآن الكريم دستوراً رسمياً للبلاد منذ إعلان التوحيد الخالد. فبعد الظلام في الماضي أمسى النور جلياً في جميع أرجاء البلاد الشاسعة، وبعد الوجل والخوف والبؤس صار السكون والاطمئنان والبهاء السمة الغالبة في وجوه جميع الناس، وبعد الشتات والفُرقة والنزاع أصبحت الوحدة والقوة والألفة العنوان الكبير لهذه الأرض المباركة. ومازالت الأيام تمضي بنا ونحن في نعم باطنة وظاهرة ولم يزدنا شكر الله إلا نعماً تتبعها نعماً أخرى بفضله.
وحقيقة مايزيد دعائم هذا الأمن الراسخ، ويمضي بمسيرته الشامخة إلي عنان السماء وجود رجال الأمن البواسل بعلمهم الواسع، وبعملهم الدؤوب، وبعزيمتهم المتوقدة، وبيقظتهم الدائمة فما الحملات الأمنية الميدانية المشتركة مؤخراً إلا ترجمة عملية لجهودهم المخلصة ومثابرتهم المتواصلة ليل نهار على حد سواء والتي نتج عنها بتوفيق الله ورعايته ضبط ( ١٤٥١٩) مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع واحد فقط منهم (٧٤١٣) مخالفا لنظام الإقامة، و(٥٣٩٨)مخالفا لنظام أمن الحدود، و(١٧٠٨) مخالفين لنظام العمل وفي الشأن ذاته أكدت وزارة الداخلية أن كل من يسهل دخول مخالفي نظام الحدود للمملكة أو نقلهم أو يوفر لهم المأوي أو يقدم لهم أي مساعدة أو خدمة بأي شكل من الأشكال يعرض نفسه لعقوبات نظامية. كما أوضحت أن مثل هذه الجرائم تعد من الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف والمخلة بالشرف والأمانة.
إن ما من أدني شك أن هذه الحملات الأمنية المتواصلة للجهات المختصة من حرس الحدود والدوريات الأمنية والجوازات ومكاتب العمل وغيرها من الجهات الحكومية المعنية بمشيئة الله ستضع حداً حاسماً لكل من يريد أن يقوض أمن هذه البلاد الطاهرة بأي شكل من أشكال الجريمة، وفي الوقت نفسه هؤلاء الرجال نذروا أنفسهم؛ لخدمة الدين والوطن في كل المجالات وفي كل الأوقات ولن يتهاونوا أبدا في القبض على كل من يحاول السوء والأذى لهذا الكيان العظيم، إضافة إلى تعاون كل مواطن محب لهذا الوطن الغالي فليس بالجديد ولا الغريب أن كل مواطن في الواقع هو رجل أمن بحبه وتعاونه وتفانيه الدائم. وفي كل الأحوال والأوقات ندعو المولى عز وجل أن يحفظ هذه البلاد المباركة من كل عدو حاقد ومتربص آثم، ويحفظ رجال أمننا البواسل في كل وقت وحين فبكل تأكيد أن الأمن الذي نعيشه بفخر هم أبطاله الأوفياء.
نسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان …وان يوفق رجال امننا ويجزاهم عنا كل خير.
الحمد لله الذي من على هذه البلاد بالأمن والأمان و وهب لها حكومة رشيدة تسابق بها إلى العليا ،وحفظ الله جنودنا البواسل الذين يبذلون الغلي و النفيس في سبيل خدمة الوطن و المواطن .
شكرا لك يا أستاذ عبدالرحمن على هذا المقال الرائع.