كلمة مكة

جولة ولي العهد الخليجية: عُمق المغزى وثقل الرسالة

كلمة مكة

يُخطئ من يعتقد أن الجولة التي يقوم بها هذه الأيام صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – إلى دول الخليج العربي، زيارة بروتوكولية اعتيادية استشرافية لمواقف مختلفة، فهي زيارة عميقة المغزى والدلالة، ثقيلة الرسالة ودقيقة الهدف، تسعى إلى إعادة اللحمة الخليجية لتكون أكثر تماسكًا وصمودًا. لقد ظلت الأخوة وظل الاحترام المتبادل صفات سائدة بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي طوال عقود ماضية، وهو ما مكَّن لمجلس التعاون الخليجي البقاء رغم العواصف والمتغيرات والمؤثرات، لذلك فإن الرهان على الوحدة الخليجية المتينة هو أمر واقعي آتٍ لا محالة.

جولة ولي العهد الأمين هي استحثاث همم وإعادة هيكلة، وبناء وترتيب أولويات استدعتها مخاطر محدقة وقوى طامعة أصبحت تلوح في الأفق شرقًا وغربًا ولا مجال لتجاهلها أو التغاضي عنها، ومن بعد الاكتواء بويلاتها. فالعالم دخل مؤخرًا في أزمات معقدة أدت إلى تشكل تحالفات وتفكك أخرى وبدى أن أقطاب مختلفة تستعد لمواجهات؛ ولذا فالأمر جلل وخطير وأبناء الخليج يتطلعون لعمل خليجي موحد من قادتهم يرسم بخط أحمر دائرة حول أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي؛ ليحول أمام كل الأطماع والأحقاد القريبة والبعيدة، فلن يحمي الخليج إلا تكاتف قادته ووحدة دوله وتآخي أبنائه، ليحافظوا على إرث الآباء والأجداد الذين بنوا دولًا راسخة حباها الله بالخيرات؛ فنمت وتطورت واكتمل بنيانها فأصبحت هدفًا لكل طامع وحاقد.

الخليج اليوم أحوج ما يكون من أي وقت مضى، إلى كلمة واحدة وتنسيق عميق وراسخ يجنبه نوايا الحاقدين وأطماع الطامعين؛ ليكون قلعة حصينة تتكسر على أبوابها كل المطامع والأحقاد.

جولة ولي العهد الأمين رسالة مهمة، ستتخللها صراحة متناهية، اعتدناها من سموه الكريم ودعوة مهمة لخليج متعاضد متماسك تسود علاقاته الثقة المتناهية والصراحة الواضحة والتعاون الوثيق والمصالح المشتركة، فالمملكة العربية السعودية هي الشقيقة الكبرى لكل دول مجلس التعاون، وما تأخرت يومًا في دعم دوله وفتح كل مسارات التعاون وآفاق التكامل معها إيمانًا بوحدة المصير وحرصًا على التكامل والتكاتف.

حمى الله ولي العهد الأمين وحقق على يديه أماني أبناء الخليج الغيورين المخلصين لقادتهم وأوطانهم؛ لينطلق مجلس التعاون الخليجي إلى آفاق رحبة في قادم الأيام لما فيه خير دوله، ورخاء شعوبه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى