إيوان مكة

كوب الصباح

خاطرة

 إذا شربت من كوب الصباح أغانٍ
واغتسلت بضوء المرايا قصائد
وأشعلت  الجباه السمر جمراً
وتفرست أوجاع القلوب
فانفث تراب حزنك
وتعوذ برب الفلق
وأحمل حدائق عمرك إلى الغيوم
إلى المطر
ومد صوتك للسماء
وأقبض مهج النجوم والقمر
سبّح… ثم سبّح وحوقل
فالزمن البعيد يأتيك كصدى مثخن بالجراح
والزمن القادم يرخي زمامه
كنخلة محملة بأوجاع السنين
اقرع الأبواب
ودع الصهيل يزين ساحات المعارك
وأحمل السيف كعنترة ..
حين يبرق ثغر عبلة
لاتدع الساعات تمر بين يديك
وأنت واقف
لاتدع الأحداق تمتلئ بالنظر
وأنت ساه
أترك الفجر يسيل كنهر من ضياء
راح الزمن… جاء الزمن
كأغنية موجعة
أو كحزن امرأة فقدت بعلها
أو كسيف انكسر وقت الحروب
أيها الشاكي تذكر ..تنفس
فعشق الحياة لا يأتي بالخضوع
فالشاهقات من الجبال تأنف الخنوع
والمزن لا يزينه سوى رفيف البرق وصوت الرعود
وارتعاشات السنابل وعبق الورود
والحلم لا يغيره طول المساءات الباردة
والشمس لا تمل من دورانها
حتى لو أقسَمت ذات ضحى لتحيل
الأرض إلى وردة مسكونة بالمشاعر.. مثخنة بالمجازر
هل شربت كوب الصباح؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى