في جولة خليجية لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان _ حفظه الله _ بدأت هذه الجولة المباركة بسلطنة عمان وانتهت بدولة الكويت مروراً بدولة الإمارات وقطر والبحرين. هي جولة نستطيع أن نصفها بأنها موفقة وناجحة بجميع المقاييس عنوانها المزيد من الإخوة والتعاون والتكاتف والتكامل بين الدول الخليجية في الاتجاهات الإقليمية والقارية والدولية كافة. ومن المؤكد أنها بمثابة زيارة شقيق عزيز لأشقائه الأعزاء، وزيارة دولة شقيقة كبرى لبقية شقيقاتها من دول الخليج العربي العزيز. وهي زيارات متتالية أتت ولله الحمد بعد أن زال سوء التفاهم إلي غير رجعة من أزمة عابرة بين الإخوة الكرام فتأريخهم الطويل يشهد لهم على مدى عمق الصلة الوثيقة والترابط العظيم بين الحكام من جهة وبين الشعوب الخليجية المحبة من جهة أخرى والتي نشأت ولله الحمد منذ مئات السنين ولازالت حتى أن العوائل أصبحت على تقارب أسري كبير من صلة الرحم ووشائج القربى وهي في النهاية علاقات لن تحول ولن تزول بإذن الله تعالى.
ومما لاشك فيه أن نتائج هذه الجولة الخليجية الناجحة ستظهر ثمارها في القريب العاجل وبالبطبع أول هذه الثمار أولوية الرغبة المشتركة للدول الأعضاء في ضرورة استقرار البيت الخليجي، وتوحيد الرؤى المستقبلية في مقابلة عالم انتهازي متكتل لايعرف إلا لغة المصالح الخاصة به وبالتالي يتطلب هذا زيادة التنسيق وفاعلية الإجراءات الموحدة لمواجهة؛ العقبات والصعوبات والتحديات المحيطة سواء كانت هذه التحديات سياسية، أو اقتصادية، أو أمنية، أو بيئية، وغيرها. وحقيقة دول الخليج العربي لاينقصها شيئاً في الواقع من حيث الإمكانيات المادية والبشرية والفنية ويتبقى فقط وضع رؤى عميقة ذات استراتيجيات بعيدة تخدم وحدة الصف الخليجي، وتحميها من اختلال التوازنات الدولية، وتحقق جميع مصالح هذه الدول الشقيقة، وتحافظ على مكتسباتها المشروعة، إضافة إلى تعزيز الرفاهية.
إن من المأمول بعد هذه الجولات الخليجية الناجحة لولي العهد السعودي واستكمالها لاحقاً بعقد القمة الخليجية أن تتوحد الصفوف، وتحدد الرؤى المشتركة، وتتضاعف الجهود المبذولة؛ لمواجهة أي ظرف دائم أو طارئ وخاصة من قبل الطرف الإيراني الإرهابي.. هذا العدو المتربص بأمن واستقرار ومصالح دول الخليج العربي وتهديداته المتكررة تجاهها فلم يعد من الممكن السكوت على سلوكياته الهمجية، وتصرفاته العدوانية، وتطلعاته النووية والعالم كالمعتاد يقف موقف المتفرج فلم يحرك ساكناً أو يسكن متحركاً بل هو في الحقيقة يمارس النفاق السياسي المعتاد وهذا ليس بجديد عليه. ومن المرجو أن تبدأ هذه الدول الشقيقة بفرض قوتها العسكرية بعد تحديثها، ومضاعفة إمكانياتها أكثر من أي وقت مضى وأن تكون أول مكاسبها هو استرداد اليمن الشقيق من أيدي الميليشيا الحوثية المعتدية والمدعومة من إيران وستكون بإذن المولى عز وجل الجولة القادمة لقادة المجلس جميعاً وفي المستقبل غير البعيد أبداً في رحاب العاصمة صنعاء بضيافة الحكومة الشرعية اليمنية.
اللهم احفظ قادة دول الخليج و أعنهم على قيادة بلدانهم للخير والرخاء والأمان و أدم المحبة والإخاء بينهم لما فيه تحقيق مصالح شعوبهم و الأمتين العربية و الإسلامية ، شكراً أستاذ عبدالرحمن على المقال الجميل
نسأل الله ان يصلح أحوال المسلمين في كل مكان .