عام بعد عام.. وميزانية تلو ميزانية، يؤكد ولاة أمرنا – أيدهم الله – حرصهم الكبير على توفير المزيد من الازدهار والبناء للوطن والرفاهية، ورغد العيش للمواطن والمقيم على ثرى هذه البلاد المعطاءة، وفي كل المجالات، ومن خلال التركيز على المشروعات التنموية في مختلف القطاعات: (التعليم والصحة والبلدية والطرق والمياه والصرف الصحي والتنمية الاجتماعية والبشرية)؛ وذلك بما حملته ميزانية هذا العام من أرقام إنفاق غير مسبوقة، وتهدف إلى الاهتمام بأمن وصحة المواطنين والمقيمين، والتنمية البشرية، واستمرار النمو والتنويع الاقتصادي، والاستدامة المالية، لتُعدُّ هذه مؤشرات خير على قوة موارد الدولة، وتجسد – وعلى أرض الواقع -، الحرص الكبير على استثمارها في توفير أعلى الإمكانات للتنمية ولتحقيق رخاء المواطن، ولإيجاد مستويات أفضل للخدمات والرعاية على أرض الواقع من خلال الأجهزة التنفيذية لتحقيق مقاصد الميزانية، ولتسهم – بحول الله وقوته – في تحسين مستوى معيشة المواطن والمقيم.
أصداء ميزانية الخير والنماء والعطاء.. الميزانية العامة للدولة للعام المالي 1443 / 1444هـ (2022م)، التي أقرها مؤخرًا مجلس الوزراء الموقر برئاسة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – رعاه الله -، ستظل تتردد في جنبات هذه البلاد، لما حملته في طياتها من خير لأبناء مملكتنا الحبيبة على اختلاف مستوياتهم، وتنوع تخصصاتهم ودرجاتهم، وهذا يدل على البُعد السياسي والاقتصادي الذي تنتهجه قيادتنا الرشيدة – رعاها الله – لينعم المواطن بخير عميم وسخاء كبير، مما يفتح المجالات لأبناء هذا الوطن لينهضوا به إلى مصاف الدول العظمى؛ حيث تعكس الميزانية العامة للدولة لهذا العام، وبكل ثقة قوة اقتصادنا الوطني والاستقرار الذي ننعم به بفضل من الله ثم بحكمة القيادة الرشيدة – وفقها الله – وجاءت لتلبي أهداف التنمية المرصودة خلال هذا العام المالي الجديد.
وهذا ما أكده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، في تصريح له بعد إعلان هذه الميزانية، حيث أشار – يحفظه الله – إلى تركيز رؤية المملكة 2030 على مرحلة تحقيق وتعميق الأثر وإشراك القطاع الخاص في رحلة التحول لإحداث نقلة نوعية في مختلف القطاعات، قائلاً في هذا الخصوص: “فقد حققنا تقدمًا في تنفيذ عدد من البرامج التي سوف تسهم في التقدم والتطوير في المجالات المختلفة، وتنويع الاقتصاد، ورفع مستوى جودة الحياة، وتطوير القطاعات المساهمة في الاقتصاد”، موضحًا سموه – يرعاه الله – أن مراجعة وتحديث الاستراتيجيات والبرامج والمبادرات والإجراءات تتم بصفة دورية للتأكد من فاعليتها، وتصحيح مسارها كلما دعت الحاجة إلى ذلك وبما يحقق أهداف رؤية 2030”.
ولا غرو في ذلك.. فسمو أميرنا الشاب صاحب الفكر النيَّر والنظرة الثاقبة والطموح الذي لا سقف له ولا تحده حدود – حفظه الله – هو عرّاب “برنامج تنمية القدرات البشرية”، الذي أطلقه مؤخرًا؛ ليُعدُّ أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030م، والذي يُمثل استراتيجية وطنية تستهدف تعزيز تنافسية القدرات البشرية الوطنية محليًا وعالميًا، باغتنام الفرص الواعدة الناتجة عن الاحتياجات المُتجددة والمُتسارعة، ويمثل استراتيجية وطنية تستهدف تعزيز تنافسية القدرات البشرية الوطنية محليًا وعالميًا، ليكون المواطن مستعدًا لسوق العمل الحالي والمستقبلي بقدرات وطموح ينافس العالم. وذلك من خلال: (تعزيز القيم، وتطوير المهارات الأساسية ومهارات المستقبل، وتنمية المعرفة).
ختامًا.. نحمد الله أن جعل سبحانه وتعالى هذه الأرض – أرض الرسالة والتوحيد – مباركة في كل شيء.. بدينها الحنيف وبقيادة رشيدة وبشعب مخلص لقادته ودينه، مما انعكس ذلك – بعد فضل الله سبحانه وتعالى – على بلدنا الغالي، الذي يشهد ازدهارًا عامًا بعد عام في عهد قائد حكيم ورجل محب ومعطاء، أعطى هذه البلاد وشعبها بسخاء ومحبة، فأعطاه الله الخير والرفعة والحب، مما جعل الخير في عهده – حفظه الله – يزداد عامًا بعد عام بفضل من الله، ثم بجهود هذا القائد الفذ الذي سخّر نفسه ووقته، وجعل راحة شعبه نصب عينيه، ليتمتعوا بالأمن والاستقرار والرخاء.
—————————————————————————————————–
* أستاذ مساعد الهندسة البيئية والمياه بكلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى.