ليس بين المحبين فقط..بل كل إحساسٍ يتمكن من الأنفس هو عشقٌ تولَّد ونما دون إرادتنا .. ولكننا طمسناه، وأغرقنا مشاعرنا، وانصرفنا نحو عالمٍ تكسوه العجائب…
**
وآمال العاشقين، كحلمٍ جميلٍ داعب بالشوق الحنين، وسرى في عروق المحبين خفقًا لا تجافيه السنون، سرحت بطيف أحلامي وعقلي نحو الأفق البعيد في أيام الطيبين؛ لتذرف نبضات قلبي وطرف عيني وأنفاسي أنين..
لما كل هذا العناء الذي ينتابني، ولم أحدق بعقلي نحو ماضٍ دفين؟!
***
وعذري بهذا وذاك أنّا فقدنا أجمل الأحاسيس العذرية ومعانيها العميقة، وغدا عالمنا سباقًا نحو المصالح، ونحو الانتصار مهما بلغت التضحيات، ومهما كانت الضحايا، وبرغم كل وجعٍ قد نسببه بطموحاتنا..بمساعينا، لكل قريب أو عزيز.. ببذل كل جهد، ولكن بلا فرحة وبلا نكهة وبلا إحساس وراحة..
**
وهذه هي المفارقة التي أوقفتني أترنم على ما مضى من جميل المشاعر الصادقة، وجميل العطاء..
كان لكل إنسان قيمة ولكل سعي مبتغى، لن يحققه سوى الرضى لا فقط لذة الوصول، بل دوام الود، ودوام القناعة ودوام الامتنان..
لذا أتساءل…
عن كل الاختلافات التي حلَّت بنا، وهنا لا حيلة لي سوى أن أقول:
نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا *** وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا
لِمَ وصلنا لعيب الأنفس، وتشدق العقول، وتملق الألسن، ولِمَ اندثرت معاني السمو والعراقة بتفاصيلها الصغيرة وودّها وجمالها..حبٌ كان أو عاطفة أو احترامًا أو حتى أبوة وبنوة.. أين ذهبت ومن سمح لها بالرحيل !
**
لمَ خان الكبار؟
ولمَ قسى الصغار؟
ولمَ تفرقت العائلة ؟
ولمَ اندثرت القيم؟
إلى أن أصبح جُل اهتمامنا الظهور وخبايا الحياة تتستر على كل مشين وفاضح، أين اجتماعنا ولقاؤنا على سفرة الغداء أو العشاء؟!
تلاشت كل علاقاتنا ولم يعد يربطنا شيء، والأسوأ أننا في سباقٍ دائم لنتفوق في النفور، ونتفنن في أنواع الغياب، واختلاق الأعذار.
***
سلامًا على الدنيا إذا لم يكن بها صديقٌ صدوقٌ صادق الوعد منصفًا، فما بالنا بالأم – الأب – الأخوة- الأبناء، وكل من يربطنا بهم دمٌ ورحم.
سنتلاشى، وقد نبتعد إلى أن نلتقي ربما صدفة، وقد لا نعرف بعضنا وإن عرفنا فلن نحمل أي شعور، ولن يحرك جمودنا أي شيء إن صدف والتقينا..ولم نتعمد أن نتفادى هذا اللقاء.
@ReemFaleh8
واقع….. شكرا للكاتبه
هناك من يكتب كل يوم فلايأتي بشيء
وهناك من ينقطع سنوات فيأتي برصيد أولئك جميعا
شكرا لمقالاتك
نعيش هذا الواقع فعلا وربما صدفة خير من ألف ميعاد
أحسنت الكاتبة في الطرح
مقال ينم عن واقع مرير يعيشه المجتمع بكل أطيافه.. ربما فرضته الحضارة المزركشة بزيف التملق الذي جعل من العالم الافتراضي بديلاً – غير مرحب – لتتوارى خلفه كل جميل ومعين طيب!!!
متى تفيق الأجيال ستمقت تلك التقنية التي أخذتهم لزاوية تكاد تكون موحشة إلا من ضوء مشع يخطف الأنظار ويلهب الأنفس بضيق وكدر!!
متى نعود لسابق عهدنا؛ لتعود الألفة، الحب الصادق والود المخلص!!.
من واقعنا الذي سيتغير للافضل ولكل ما نطمح له بأيدينا سنعيد في انفسنا وفي أجيلنا القادمه ،، مشاعرنا واحاسيسنا وكل جميلٍ ربت عليه انفسنا.. من اعماقي لاتسعني اي عبارة تقدير وشكر لمن منحوني وقتهم وشاركوني كلماتي البسيطه
مقال رائع .. فعلآ كل شي جميل اتغير
حالنا اليوم فرض علينا أن نطمس على قلوبنا الماضي الجميل …
اشكرك