إن ما يعيشه وطننا الغالي من حراك مستمر على جميع الاتجاهات واختلاف الأصعدة، يدلُ على حرص قيادة هذه البلاد -حفظهم الله- على كل ما من شأنه رفعة ورقي هذه البلاد، والسعي الدائم لكي ينعم المواطن والمقيم على هذا الثرى الطيب برغد العيش ورفاهية الحياة.
ومن تلك الخطوات الجبارة والمشاريع العملاقة، إطلاق مؤخرًا سيدى سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- المخطط العام والملامح الرئيسية لمشروع وسط جدة، بإجمالي استثمارات تصل إلى 75 مليار ريال (۲۰ مليار دولار) خُصصت لتطوير 5٫۷ ملايين متر مربع، ويشمل ذلك الواجهة البحرية بشريط مائي طوله 9.5 كلم، وشاطئ رملي بطول ۲٫۱ کم، وستُشكل المساحات الخضراء والأماكن المفتوحة والخدمات العامة 40% من مساحة المشروع، ويعتمد المشروع في تمويله على صندوق الاستثمارات العامة والمستثمرين من داخل السعودية وخارجها.
ويعتبر مشروع وسط جدة من المشاريع الحيوية، والذي من خلاله سوف تكون هناك نقلة نوعية غير مسبوقة على هذه المدينة الحالمة على شواطئ البحر الأحمر، والذي من خلاله سوف يستهدف تحقيق قيمة مضافة لاقتصاد المملكة بنحو 47 مليار بحلول ۲۰۳۰، والذي متوقع أن يحدث توليدًا لآلاف الفرص الوظيفية لأبناء وبنات هذا الوطن الكريم.
والمشروع يستهدف قطاع متنوعات وفئات متعددة بجانب أهدافه الاقتصادية؛ فهناك الجوانب الاجتماعية والثقافية والترفيهية والرياضية؛ حيث إن المشروع يضم العديد من الملامح والتي منها تدشين متحف ودار أوبرا وإنشاء استاد رياضي، أيضًا العمل على أحواض محيطية ومزارع مرجانية؛ إضافة إلى ذلك فإن المشروع يعمل على إنشاء مركز للبحوث والدراسات للمحافظة على الحياة البحرية.
وهذا المشروع هو غيض من فيض، وقليل من كثير وقطرة في محيطات المشاريع المتزاحمة، والبناء المستمر والحراك الدائم الذي تنعم به هذه البلاد المعطى؛ حيث تجد مشروعًا في أقصی شمالها وإنجازًا في جنوبها وكيانًا يقوم في شرقها، ومواقع تشيد في غربها، وقممًا عالمية تعقد في وسطها. بفضله سبحانه وتعالى ثم قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو سيدي مهندس الرؤية وصاحب نظرة التغيير والتجديد القائد محمد بن سلمان بن عبد العزيز – حفظهما الله ورعاهما -.
ونحن في هذه الفترة التي تمتاز بالعمل الجاد والخطوات المستمرة والجهد الحثيث من قبل ولاة الأمر للنهوض والرفعة لمن يعيش على هذا الثرى المبارك، نحمده سبحانه وتعالى على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وعلى كريم فضله أن منحنا وجعل لنا قيادة حكيمة تعمل اليوم لننعم بغدٍ مشرق، ومستقبل أفضل، وحياة مستقرة يميزها الازدهار والنماء، ويرفف الأمن والأمان على کل جنباتها، ويظلل العدل كل أركانها.
___________________
عضو مجلس الشوري
رئيس لجنة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية
1
ومن ينكر إنجازات المملكة كمن حجب الشمس بغربال ….