اللواء الزهراني لصحيفة “مكة” فخور بجميع مراحلي العملية وقيادة منطقة الخرج من أجملها

الباحة  – عاش طفولة بسيطة كأبناء منطقته في ذلك الوقت، بدأ حياته الدراسية بين مدارس قريته الابتدائية ومدارس الطائف في مرحلتي المتوسطة والثانوية، التحق بالكلية الحربية؛ ليتخرج برتبة ملازم محققًا حلمه الطفولي حصد التميز في دوراته العسكرية الداخلية والخارجية، تدرج في الرتب العسكرية، تقلد العديد من المناصب القيادية متنقلًا بين مناطق الوطن الغالي مدافعًا عن حدوده ثم ترجل عن صهوة جواده بعد 43 عامًا من العطاء في خدمة دينه ثم قيادته ووطنه.

إنه اللواء الركن متقاعد سعود بن خضر الزهراني قائد منطقة الخرج سابقًا ضيف الحلقة الحادية عشرة في زاوية مواقف ومذكرات أمنية بصحيفة “مكة” الإلكترونية.

أهلًا ومرحبًا فيك سعادة اللواء

– عرَّف القراء الكرام على اسمك الكامل من خلال هويتك الوطنية ومكان ولادتك ونشأتك وحياة الطفولة؟
سعود بن خضر يوسف شنان الكناني الزهراني كان ميلادي في الهوية في ١٣٧٤/٧/١ والحقيقة بعد ذلك بأحد عشر شهرًا.
ولدت في قرية النصباء التابعة لمحافظة المندق، وكانت طفولتي بسيطة كأبناء المنطقة، فلاحين، والمعيشة على قدر إنتاج البلاد.

– أين تلقيت تعليمك في جميع مراحلك الدراسية؟
تلقيت تعليمي للمرحلة الابتدائية في مدرسة النصباء مابين عامي ١٣٨٢ و١٣٨٧ التخرج من الابتدائية.
أما المرحلة المتوسطة والثانوية في مدينة الطائف في دار التوحيد المتوسطة والثانوية، وكان تخرجي من الثانويه عام ١٣٩٤ ثم اتجهت للرياض، وسجلت بالكلية الأمنية والحربية، وكان قبولي بالحربية أسرع ودخلت ١٣٩٥/٨/٤، وتخرجت منها برتبة ملازم في ١٣٩٧/٦/١٣

-لماذا اتجه اللواء سعود للسلك العسكري؟
اتجهت للسلك العسكري لحبي للعسكرية؛ وكون خالي كان ضابطًا وعمي وأبناء عمومته، كانوا من منسوبي القوات المسلحة.

– أين قضيت خدمتك العسكرية من بعد تخرجك من الكلية حتى تقاعدك؟
تعينت فور تخرجي قائد فصيل في اللواء العشرون بتبوك، ومكثت فيه ثلاثة عشر عامًا إلى رتبة رائد قائدًا لسرية، وضابط عمليات وتنقلت مع اللواء من تبوك إلى نجران ١٤٠٢، وإلى حفر الباطن ١٤٠٥، ثم نقلت للعيينة الكلية الحربية ١٤١٠ ثم غادرتها برتبة مقدم وماجستير علوم عسكرية (أركان) ١٤١٥هـ.
عدتُ إلى تبوك لمدة خمسة أعوام ترقيت خلالها عقيد غادرتها إلى الرياض ١٤٢١، وكنت مديرًا لإدارة تدريب القوات البرية، وترقيت لرتبة عميد، ثم مديرًا لإدارة الخطط والعمليات.
ثم رشحت لدورة الحرب العليا في مصر وحصلت على زمالة أكاديمية ناصر العسكرية، وشهادة ماجستير في العمليات النفسية ثم نقلت لخميس مشيط المنطقة الجنوبية ١٤٢٤، وعينت قائدًا لمعهد المشاة برتبة لواء لمدة ثلاث سنوات، ثم نقلت قائدًا للواء الحادي عشر.. لمدة عام ونصف. ثم نقلت قائدًا لقوة نجران عام ١٤٢٩، وكان لي شرف الدفاع عن الوطن ضد الحوثيين ثم نقلت عام ١٤٣١ مساعدًا لقائد المنطقة الجنوبية لمدة عامين ونصف، ثم عينتُ قائدًا لمنطقة الخرج حتى عام ١٤٣٦؛ حيث أكملت السن النظامي، وأحلت للتقاعد بعد حياة ٤٢ عامًا من العسكرية منها ٣٩ عامًا خدمة فعلية، ومن فضل الله كان لي المشاركة في عملية تطهير الحرم المكي الشريف عام١٤٠٠، وشرف المشاركة في حرب تحرير الكويت عام ١٤١١ والتصدي للحوثيين ١٤٣٠ وبداية ١٤٣١.

– قضيت آخر سنوات عملك قائدًا لمنطقة الخرج ماذا تعني لك هذه الفترة؟
كانت من أجمل فترات خدمتي، ساهمت فيها بخدمة الوطن والمواطن، وقمت أنا وزملائي بدراسة وتنظيم وتغيير المنطقة إلى المنطقه الوسطى التي دشنت يوم تقاعدي.

– عايشت أحداث عاصفة الصحراء ثم عاصفة الحزم وإعادة الأمل كيف رأيت هذه الأحداث من خلال طبيعة عملك كأحد ضباط القوات المسلحة؟
وماذا استفدت منها ؟
نحن عندما طلبنا الحياة العسكرية كنا نعلم أنها خدمة ودفاع عن الوطن وأداء الواجب. فشاركنا كما ذكرت سابقًا في عملية تطهير الحرم المكي الشريف، وفي عاصفة الصحراء وفي الدفاع عن حدودنا الجنوبية ضد الحوثيين، ونحمدالله على كل حال.

– من خلال عملكم كضابط في القوات المسلحة لابد من مصادفة بعض المواقف ما هي أبرز المواقف التي لا زالت في ذاكرة اللواء سعود؟
المواقف المميزة هي حصولي على الامتياز في كل دوراتي بل كنت الأول في معظمها، ونلت ثقة رؤسائي ومرؤوسين والمواقف كثيرة، ولا يتسع الوقت لسردها.

– هناك اختلاف في المهام والمسؤوليات ما هي المهمة أو المسؤولية التي توليتها ولازلت تفتخر بها حتى الآن؟
كل الوظائف والمسئوليات التي توليها مهمة، ومن أبرزها قائد جناح التكتيك وممارسة التعليم في الكلية الحربية، وعملي ركن عمليات للواء الرابع عشر، وعملي مديرًا لإدارتي التدريب والخطط والعمليات بقيادة القوات البرية ثم عملي قائدًا لمعهد سلاح المشاة وقائدًا للواء الحادي عشر ثم قيادة قوة نجران، ثم قيادة منطقة الخرج.

– اذكر لنا أهم ما سطره رجال القوات المسلحة من مواقف خلال الاشتباكات القتالية مع العدو من خلال ما رأيته كونك أحد القادة العسكريين؟
كل ما يقوم به رجال القوات المسلحة من مهام ودفاع عن الوطن في كل مكان، وتحت كل سماء عظيم ولهم الشكر والتقدير والاحترام منا والعون من الله.

– لابد ما نقل اللواء سعود تعازي القيادة الرشيدة لذوي شهداء من رجال القوات المسلحة.
كيف كنت تجد ذوي الشهداء في لحظة تواجدك بينهم؟
لم أقم بهذه المهمة الشريفة؛ لأن هناك رجالًا آخرين يكلفون بها، رحم الله من استشهد من رجالنا البواسل، وجعلهم من الشهداء، ومن أهل الفردوس الأعلى من الجنة.

– لا تخلو مثل هذه اللحظات من المواقف المؤثرة ماهو الموقف الذي لازال عالقًا في أذهان اللواء سعود ؟
كل المواقف في الحرب واستشهاد الرجال صعبة، وبقدر ألمها فهي فخر وشرف.

– من خلال مسيرتك العملية في العديد من المناطق هناك من يقول إن العمل يختلف من منطقة لمنطقة..هل هذا راجع للأشخاص؟ والتباين في تطبيق النظام؟
لكل منطقة مهام وطبيعة أرض ومناخ، والعمل يختلف بناءً على ذلك.

– ماذا تعلمت من هذه السنوات الطويلة التي قضيتها في المجال العسكري بالقوات المسلحة ؟
تعلمت الصبر والرجولة، والأخوة والعطاء، ومعنى الوطن والواجب.

– بماذا خرج اللواء سعود بعد خدمته العسكرية التي تجاوزت (٤٣) عامًا؟
خرجت بالمحبة من الجميع، وقبل ذلك رضا الله ثم رضا قادتي، وأنا راضٍ عما قدمته.

– ماذا يقول اللواء سعود عن النقد الإعلامي الذي يتم من خلاله إصلاح القصور فيما يقدم للوطن والمواطن من خدمات ؟
النقد الإعلامي الهادف لا يزعل ومرحبًا به ما دام لخدمة الصالح العام، والوطن والمواطن.

– بعد رحلة عمل قضيتها متنقلًا بين منطقة المملكة..كيف تقضي برنامجك اليومي بعد هذه المسيرة المليئة بالعطاء والإنجازات ؟
كما يقضيه معظم المتقاعدين إلا أنني تمتعت بالسفر في أرجاء الوطن، والسفر خارج الوطن لكثير من البلدان والحمدلله على الصحة والعافية.

-ماذا تريد أن تقول لزملائك الأبطال المرابطين على حدود الوطن الذين كنت من ضمنهم وممن ذادوا عن حياضه وحماية مقدراته؟
أقول لهم: أنتم على ثغر من ثغور الإسلام، وعلى حد من حدود الوطن، وخدمة الدفاع عنه شرف في الدنيا والآخرة.

– بماذا تريد أن تختم هذا اللقاء؟
الحمدلله، وأثنى عليه ثم أدعو الله أن يديم على مليكنا وولي عهده الصحة والعافية والعمر، المديد وأن يديم علينا وعلى الوطن نعمة الأمن والأمان، والاستقرار والإيمان

.