ربطًا ومؤازةً وتأييدًا لكل حق وردعًا لكل باطل نهتف بأن لا إخلالًا للطبيعة، ولا تأييدًا لقلب موازين الحياة.
نعم نعترف أننا تركنا المجال لكل ما هو حولنا للانفتاح المذموم، وفقدنا شيئًا من السيطرة على كل ما هو دخيل فالأكاذيب والقصص المُفتعلة والخيالات المريضة تربعت على عرش جذب من لا يدركون، وتتجلى بهم العزة واندفاع المشاعر للدفاع عن قدسية الحدود، وحرمة الأجساد ولملمة أحزان الطفولة وبراءتها (هذا هو الظاهر).
ولكن بواطن الأمور وسرد القصص المستوحاة من مرضى القلوب هو الواقع المرير الذي يرمي لعدم التوازن
فعلى سبيل المثال لا الحصر …..
كم وصلت لأجهزتنا قصة عن أبٍ تعدى على ابنته، وساق إليها شياطين الإنس من أصدقائه لتهرب الطفلة، وتتخبط في الطرقات ثم تلوذ لنفس الوحش لا تجد ملجأً سواه لتلقى حتفها وتنازع حتى الموت بين أيدي ونزوات من لا يرحم.
والحقيقة أن ما تم ذكره لم يكن سوى تحريض لتغيير موازين الطبيعة، وللميل نحو العدائية من الجنس الآخر، والانخراط في الميول المثلية.
وهذا ما قد تسمعه أنت أو أنا على ألسنة أبنائنا من كرهه وتذمر نحو الجنس الآخر، وأن الحياة بدونهم ستكون الأفضل والأسمى بلا نزاعات أو غرائز شهوانية مقززة.
***
لذا مهدوا بشكل غير مباشر وبالتلميح وابتداع العبارات الرنانة دعوةً لمناصرة (المثلية – النسوية – الحرية – الحقوق – الخصوصية – الاستقلالية، وخلاف ذلك من عباراتٍ نعلمها وأُخرى لم تصلنا بعد).
كلماتٌ مبطنة وواقعها مرير .. وكشف ستارها يدمر كل من اقترب منها واتبع نهجها، تدمير لا يُماثله أي تدمير لقيم الترابط والطبيعة البشرية ومحاور الكون وقوانينه ..
عجبًا من طرحٍ يدعو للتخلص من كبار السن؛ لأنهم معتدون ومستذئبون في صورة بشر ..
فكم من فتيات يكرهن التواجد مع الجد فقط لأن خيالها يرسم لها أنه قد يعتدي عليها، ويمارس الطغيان، ولم يكن ذلك سوى محض قراءة عابرة عبثت بمشاعرهم، وشتت عقولهم بكذب واضح وافتراءٍ لا مثيل له..
***
أجد بين أبنائنا وبناتنا من لم يتجاوز العشر أو الخامسة عشرة من العمر، ويتحدثون عن الحقوق النسوية، ويلتقطون ألفاظهم وأفكارهم من مصادر مجهولة تمقت الملتزمين وتنعتهم بالمستشرفين، وتصب الكره نحو الآباء والأمهات، وتتهافت نحو الشتات وحجتهم أن من حولنا لا يتفهمون مشاعرنا.. ولا يقدرون ما نحن فيه.
إلى أن يصب الأهل غضبهم من هول ما يصل لمسامعهم، ويتمرَّد الابن على والديه، ولا يكاد أحدهم يطيق الآخر.. عدوانية واستنفار ودمار وشتات يشوه كل القيم الجميلة والمبادئ الإنسانية..
***
مؤلم ما يدعون له والأشد ألمًا ما يتسرب من بين أيدينا، ونفقده يومًا تلو الآخر، أحاطنا الجهل والغربة، وفقدنا كل معاني الود والدفء الطبيعي الذي لا تصنع فيه ولا غاية تستهدف.
***
أسفًا على ما ينادون به، ويرفعون أعلامه ويدّعون أنه محض حريةٍ وميول وما هي إلا غوغائية واختلال، حرمتها الأديان والفطرة وما وجدناها وماقد سمعنا بها أو رأيناها حتى لدى الحيوانات أو الحشرات التي لا تعقل.
***
نحن أولى الناس بمقاومة هذا التيار المستهجن فإذا شجبها زعماء الغرب، فنحن لها سبّاقون ومحاربون ويدًا بيد مع كتاب الله وسنة نبيه وطاعة وتعظيمًا لديننا ودعمًا لولاة أمرنا .. لنكون عونًا؛ ولنضرب بيدٍ من حديد على كل طغيان يخالف الفطرة، ويشوه الأخلاق.
سعيًا لتحقيق التوازن، ودعوة صريحة لحجب كل محتوى مسفٍ ومجرمٍ يخدش القيم ويدمر العقول والمشاعر.. فنحن نحب أبناءنا وهي فطرة، ولن نعاديهم لأنهم يشاركوننا الحياة، بل إننا نطمح لنصل بهم لأسمى الدرجات وأجمل الصفات.. تعايشًا كريمًا لا يخالطه أي سوء..
الاستاذه ريم، اعجبني المقال وما اختصرت به الوضع وما المحت بين السطور بحرفية لنتعلم منه ونراجع حساباتنا مع انفسنا وابناءنا واحبابنا. فشكرا لك