الإسلام اليوم يمر بمرحلة من أصعب المراحل مع كثرة المنتمين إليه ، وهو لم يكن ينبغي أن يكون بذلك ، لأنه عاش مع غيره من الأديان والثقافات الانسانية تحت راية السلام.
ومع مرور الايام وفقدان الوعي الإسلامي الصحيح بدأت ظاهرة التطرف والارهاب تتوسع في العالم باسم الإسلام ، وهو بريء منها .
وفي هذا السياق لنا وقفة حول ما أطلق عليه البعض تعبير (أسباب الإرهاب) لنحلل السبب الحقيقي له ، لأننا إن لم ندرك فسنظل نعيش معه ، ونتألم بشدة ناره إلى الأبد .
ولم أزل أذكر كيف أن بعض المحللين والكتاب في الغرب ظنوا أن الفقر هو السبب الرئيسي للإرهاب ، ويبدوا أن هؤلاء نسوا أن العديد من الإرهابيين وقادتهم لم يكونوا فقراء ، ومن أشهر هؤلاء بن لادن نفسه فقد كان ملياردير .
واتجه البعض لنظرية أن الجهل هو السبب في خلق فكر التطرف، ولو كان الأمر كذلك فلماذا رأينا متطرفين أطباء ومهندسين وخريجي الجامعات وأشهر هؤلاء أيمن الظواهري فقد كان من نوابغ كلية الطب في مصر؟.
وقال البعض إن سبب الإرهاب الصراع العربي الإسرائيلي ، والسؤال هنا لو كان الأمر كذلك لماذا يقتل الإرهابيون المسلمين ؟ فأكثر ضحايا الإرهاب في العالم من المسلمين .
ومن الواضح أن كل الافتراضات السابقة لايمكنها ببساطة تفسير الظاهرة لأنها تحاول إغفال الحقيقة المرة ، وهي أن التطرف والإرهاب في العالم الاسلامي نتاج إيديولوجية دينية متعصبة ترفض الآخر ، ولاتحترم الحياة ، وتحبط الضمير البشري ، وتعميق قدرة العقل على التفكير النقدي ، وفوق ذلك تحرض أتباعها على الكراهية لمن لا يتبع فكرها ، بل وتأمرهم بقتاله إن لزم الأمر !.
إن المسلمين اليوم قد تضرروا بظاهرة التطرف والارهاب أكثر من غيرهم حيث دمر ديارهم الإرهاب وشوه سمعتهم أمام غيرهم .
ظاهرة التطرف والإرهاب جريمة من الجرائم التي تهدد الإنسانية ، ومواجهتها من خلال الفكر السليم الوسطي المعتدل ثم إذا لزم الأمر اللجوء إلى القوة ليعم الأمن والسلام.
—————
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا