لم أكن لأكتب مقالًا يُعَنْوَنْ بصيغة الأمر لولا ما لمسته من صديقي رجل الأعمال الأستاذ/ فواز باشراحيل من حرص شديد على تثقيف رواد ورائدات الأعمال، وبث روح الحماس بينهم، وتشجيعهم ودعمهم من خلال نادي التجارة والتجار الذي يعقد اجتماعات وورش عمل شهرية للمبتدئين والمبتدئات من شباب وسيدات الأعمال.
ثم إنه أَلَّفَ كتابًا في هذا المجال عنونه بما عنونت به مقالي، وهو يحوي أكثر من ألف تغريدة مضمونها توجيهات ونصائح لرجال الأعمال والتجار؛ وخاصة المبتدئين منهم.
وحقيقة أن تسعة أعشار الربح في التجارة كما ورد عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام لكن سلوك هذا المسار محفوف بالمخاطر بلا شك، ويحتاج إلى دعم وتوجيه من الغرف التجارية وكبار رجال الأعمال ممن لديهم خبرات تراكمية سابقة كما أنه يحتاج إلى تذليل الصعاب التي تواجه هذه الفئة العزيزة على قلوبنا من أبناء وبنات الوطن الذين هم عماد المستقبل بكل ما تعنيه الكلمة.
وأرى أنه من الأهمية بمكان تهيئة مكاتب في الغرف التجارية والقطاعات الحكومية الخدمية التي لها علاقة مباشرة بالتاجر كالبلدية والتجارة ومكاتب العمل؛ لتوضيح الاشتراطات الواجب توفيرها لكل نشاط وكيفية الحصول عليها، وعقد ورش عمل ودورات تدريبية وندوات تثقيفية هي من وجهة نظري أهم من الدعم المالي الذي قد يبدده المبتدئ قبل أن يصل إلى الهدف إما عن جهل أو عدم دراية، وفي كلتا الحالتين الضرر سيتجاوزه الى غيره في القطاعين العام والخاص.
كما أن التوجيه والإرشاد ومتابعة الأنشطة والجولات الرقابية الإرشادية من جميع الجهات ذات العلاقة سيكون له دور فعال في تحقيق الاقتصاد المزدهر أكثر من إيقاع العقوبات، وتطبيق الغرامات التي ستنعكس سلبًا على التاجر المبتدئ، وربما تؤدي إلى إغلاق نشاطه وانسحابه من سوق العمل.
أخيرًا: كن تاجرًا بأخلاقك العالية، وقيمك السامية، وتعاملك الراقي، واستفد من خبرات من سبقوك وكن حريصًا على حضور الدورات التديبية والتثقيفية وسؤال أصحاب الشأن عن كل ما يعترضك من عقبات حتى لو لمجرد التفكير فيها أو الخوف منها ولا تقلق ولا تيأس؛ وكن مع الله ولا تبالِ مع أطيب الأمنيات لأبنائنا وبناتنا بالتوفيق.