المقالات

في اليمن: سبع سنوات عجاف

سبع سنوات عجاف مرّت منذ أن استباحت ميليشيا الأقلية الحوثية المدعومة من إيران حرمات وعروبة وإسلام اليمن في إطار مشروع فارسي جهنمي للسيطرة على شعوب ودول المنطقة، وإحياء الإمبراطورية الفارسية التي أبادها الفاتحون العرب في عهد أمير المؤمنين الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وتركت نهايتُها غصّةً في حلوق عبدة النار يتوارثونها جيلًا بعد جيلٍ إلى اليوم.

ولم تكن اليمن الدولة العربية الوحيدة التي تعرضت للتدخلات الإيرانية من خلال وكلائها الخونة الذين باعوا أوطانهم وعروبتهم للفرس بثمن بخس، وشكَّلوا جماعات إرهابية في العراق ولبنان وسوريا؛ لتحقيق هذا الهدف الفارسي الخبيث؛ بالإضافة لمحاولتهم الفاشلة في البحرين التي تصدّت لها القوات السعودية الباسلة مع قوات درع الجزيرة وأفشلتها في مهدها.

وقد تشدّق عدد من المسؤولين الإيرانيين بعد أن سيطرت الميليشيا الإرهابية على صنعاء ومنهم حيدر مصلحي، وزير الاستخبارات السابق في حكومة أحمدي نجاد، بأن “إيران تسيطر فعلاً على أربع عواصم عربية”، كما نُسب لنائب قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي قوله: إن “المسؤولين في إيران لم يكونوا يتوقعون هذا الانتشار السريع للثورة خارج الحدود لتمتدّ من العراق إلى سوريا ولبنان وفلسطين والبحرين واليمن وأفغانستان”.

لم يكن هذا المدّ الصفوي هو منتهى طموح الفرس، ولكنّهم يعملون بكلّ خبث للوصول إلى جميع العواصم العربية، ولذلك كانت أيديهم الخبيثة ـ التي تم قطع دابرها ولله الحمد ـ خلف معظم العمليات الإرهابية التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية التي تتشرف بخدمة الحرمين الشريفين، وتتخذ من القرآن والسنة دستورًا ومنهاج حياة.

وكانت هذه الميليشيا قد بدأت بعد عودة حسين بدر الدين الحوثي من إيران، وهو متشبع بالفكر الصفوي، وأسس حركة “الشباب المؤمن” نواة الحركة الحوثية المسماة “أنصار الله” التي دخلت في ستة حروب مع الحكومة اليمنية، قتل في إحداها حسين الحوثي وتولى بعده والده بدر الدين ثم أخوه عبدالملك، واعتدت خلالها على الحدود السعودية بحجة دعم المملكة للحكومة اليمنية؛ إلا أن المملكة كانت تتعامل معها بما يحفظ حدودها، وبعد الثورة التي أطاحت بالرئيس صالح وتولي نائبه عبدربه هادي الرئاسة دخلت الميليشيا الحوثية في حلف مع علي صالح الذي مهّد مع القوات المناصرة له لدخول المليشيا الحوثية إلى صنعاء؛ ليكتشف بعد ذلك خيانتهم له التي انتهت بمقتله.

سبع سنوات مرَّت منذ أن انقلبت الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران على الحكومة الشرعية، واستولت على العاصمة صنعاء وعدد من محافظات الشمال، واستمرت في مهاجمة عدن ـ التي انتقلت إليها الحكومة الشرعية، وأعلنتها عاصمة مؤقتة ـ ومحاولة السيطرة عليها وعلى بقية المحافظات مما دفع الرئيس اليمني وحكومته الشرعية إلى اللجوء إلى المملكة، وطلب دعمها لدحر هذه الجماعة الإرهابية واستعادة سلطة الدولة على جميع الأراضي اليمنية.

وقد بادرت المملكة كعادتها في إغاثة الملهوف ونصرة الحق، واستجابة لطلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور بعد هجوم الحوثيين على العاصمة المؤقتة عدن بتكوين تحالف بقيادتها وعضوية عدة دول عربية لنصرة الحكومة الشرعية تحت اسم “التحالف العربي”، وبدأ تنفيذ ضربات “عاصفة الحزم” الجوية على الحوثيين في ٢٥ مارس ٢٠١٥م.

ثم أعلنت بعد ذلك عملية “إعادة الأمل”؛ بهدف استئناف العملية السياسية وفق مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي رقم ٢٢١٦ والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار اليمني، ولتكثيف المساعدات الإغاثية والطبية للشعب اليمني في المناطق المتضررة، مع استمرار فرض الحظر الجوي والبري والبحري والقيام بأعمال التفتيش لمنع تسليح الحوثيين تنفيذًا لقرار الأمم المتحدة.

ولكن إيران والمليشيات الحوثية الموالية لها لم يرق لهما استقرار اليمن ولا استقرار السعودية، واستقبلت الميليشيات أسلحة وصواريخ مهربة من إيران مع خبراء إيرانيين ولبنانيين منتسبين لحزب الشيطان يتولون تركيب الأسلحة وإدارة العمليات، وكذلك تسلل إلى اليمن أحد ضباط الحرس الثوري؛ ليكون مندوبًا لإيران لدى الحوثيين تحت مسمى “سفير” ويقوم بإدارة الحرب.
وتجرأت المليشيا الإرهابية بإطلاق الصواريخ على الأعيان المدنية في مكة المكرمة وعسير ونجران وجيزان ومطاري أبها وخميس مشيط وغيرها؛ إضافة إلى المنشآت النفطية، وتحققت قوات التحالف من استخدام مطار صنعاء للأغراض العسكرية الأمر الذي استدعى الرد الحازم الذي قامت به لتدمير مستودعات المطار التي كانت تخزن فيها الصواريخ والمسيرات، وكذلك الصواريخ والأسلحة التي كانت مخزنة في ملعب الثورة الرياضي، وتم نقلها بعد أن منح التحالف وقتًا محددًا لنقلها من المنشأة المدنية، وتم تدميرها بعد ذلك، كما يعتقد المراقبون أن ضابط الحرس الثوري حسن إرلو قُتل نتيجة لإصابة تعرض لها خلال إحدى عمليات التحالف.

ولم ترعوِ هذه الميليشيا الإرهابية بعد كل الخسائر التي لحقت بها، وعاودت إرسال مقذوفاتها إلى الأعيان المدنية في المملكة وتسببت في مقتل شخصين سعودي ويمني في منطقة جيزان، مما استدعى قوات التحالف إلى الرد الفوري؛ حيث تم تدمير كهفين جبليين مليئين بالسلاح في محافظة صعده، و4 مخازن للصواريخ الباليستية والمسيرات بمحافظة المحويت.

ولن تتوانى المملكة العربية السعودية في الدفاع عن أرضها وشعبها ومقدراتها وبتر أيدي عملاء إيران التي تحاول أن تتطاول على المملكة، وكذلك لن تتخلى عن الشعب اليمني الشقيق وحكومته في هذه المحنة التي يتعرضون لها نتيجة لتدخلات إيران وحماقة عملائها الحوثيين .

لِكُلِّ داءٍ دَواءٌ يُسْتَطَبُّ بِهِ
إلاّ الْحَماقةَ أَعْيَتْ مَنْ يُداويها
———————-

كاتب صحفي

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button