المقالات

تحديات الأمية الرقمية الإلكترونية

كنا ولا زلنا نعرف أن مفهوم كلمة الأمية (أمي) يطلق على غير المتعلم أو من ليس لديه المعرفة بكيفية القراءة والكتابة، وتسمى (بالأمية الأبجدية)، وهى لا تزال موجودة ومنتشرة في بعض الدول المتقدمة، ولا سيما النامية خصوصًا بين كبار السن من الرجال والنساء وفئة قليلة من الشباب بالرغم ما يعيشه العالم من حضارة وتقدم ثقافي ومعرفي، وهذه الأمية الأبجدية تُشكل تحديًا يواجه نمو وتطور وتقدم المجتمعات في تلك الدول، والآن ونحن نعيش ثورة الحضارة والتقدم الثقافي، وتسارع التحول العلمي التقني، ظهر لنا مصطلح ومفهوم جديد للأمية وهو (الأمية الرقمية أو الأمية الالكترونية أو التقنية)، وهو غياب المعرفة بكيفية استعمال أجهزة الحاسبات أو ألأجهزة الالكترونية الرقمية وبكيفية استخدام الوسائل والوسائط والتطبيقات والبرامج، وغياب المعرفة بمخاطر الثغرات الأمنية فيها، وكيفية تأمين حمايتها؛ حيث إن التعامل مع البرامج والتطبيقات والوسائط يظل محفوفًا بالمخاطر ما لم يكن هناك علم ومعرفة بامتلاك البرامج الأمنية الرقمية، وكيفية تشغيلها والتعامل معها رغم التقدم الثقافي العلمي، ورغم الحصول أعلى الدرجات الأكاديمية العلمية الأبجدية، وتشمل هذه الأمية الجانب النظري والجانب العملي التطبيقي؛ إذ إن كل جهاز وبرنامج رقمي حديث يحتاج إلى علم ومعرفة بكيفية تشغيل برمجة إعداداته، وما يحتاجه من منتجات وبرامج وتطبيقات رقمية كجانب نظري، وبالتالي يحتاج إلى علم ومعرفة بكيفية برمجة وتشغيل البرامج والتطبيقات كجانب عملي وتطبيقي من أجل مواكبة التقدم العلمي التقني المعرفي للتحول، والتواصل والاتصال بالعالم الرقمي؛

ولذلك فإن اجتماع الأميتين الأمية الأبجدية والأمية الإلكترونية الرقمية ستزيد من تعقيد التحديات التي تواجه بعض المجتمعات التي تؤدي إلى اتساع مساحة الفجوة بينها وبين المجتمعات المتقدمة رقميًا ما لم يكن هناك تعاون ورغبة مجتمعية في علاج أسباب الأمية الأبجدية كمرحلة أولية لمن لا يعرف القراءة والكتابة ابتداءً بالفئات الأصغر عمرًا مرورًا بالشباب وصولًا إلى كبار السن من الجنسين الذكور والإناث؛ فعلاج هذه المرحلة الأولية يعتبر عاملًا وعنصرًا مهمًا في علاج الأمية الاليكترونية لأصحاب الأمية الأبجدية.
وفي نفس الوقت تزداد أهمية التعاون المجتمعي في علاج أسباب الأمية الرقمية الإلكترونية لأصحاب الشهادات العلمية ممن ليس لديهم إلمام علمي ومعرفي باستخدام وسائل ووسائط التقنية الرقمية؛ خاصة بعد اتجاه العالم لدخول عصر المعرفة الرقمية الذي يحتاج إلى الاستعداد والتأهيل المعرفي؛ لمواكبة معطيات العصر العلمية والتكنولوجية والتفاعل معها بوعي ثقافي قادر على فهم حاجة العصر للتحول الرقمي.

ونظرًا لأهمية هذا التحوَّل العصري فإن ذلك يتطلب أن يعمل المجتمع على تأهيل وتطوير نفسه أفرادًا وجماعة، وأن يستثمروا ما وفرته وسخرته الدولة -حفظها الله- من إمكانيات ومبادرات مختلفة تهدف إلى نشر الوعي بأهمية محو الأمية الرقمية لتحقق الرفاهية الاجتماعية، وتحسين مؤشرات جودة الحياة في ظل توجيهات القيادة الرشيدة التي تطمح في رؤيتها المباركة إلى خلق وطن ومجتمع رقمي يتصدر الريادة العالمية الرقمية.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button