ولم تكن الأعوام الماضية طبيعية في تاريخ البشرية؛ فعند انطلاق فيروس “كورونا” من مدينة “ووهان” الصينية قبل أكثر من عامين دخل العالم في دوامة البحث عن مخرج من أزمة عالمية لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث.
لقد أغلقت المصانع، وتوقفت الشركات، وامتلأت المستشفيات في أنحاء كثيرة من العالم بالمرضى والمصابين أما الوفيات؛ فتجاوزت أكثر من 5 ملايين إنسان على مستوى العالم. لقد توقفت حركة النقل الجوي، وتم فرض إغلاقات كاملة في بعض الدول، وانهارت اقتصاديات كثيرة، وفشلت دول وحكومات كانت توصف بأنها متقدمة في مواجهة وإدارة الأزمة بطرق علمية وصحيحة.
أما المملكة العربية السعودية؛ فقد احتلت المرتبة الثانية عالميًا حسب مؤشر “نيكاي” الياباني في رحلة التعافي من أزمه “كورونا”، وإدارة العدوى وإطلاق اللقاحات، وعودة الأنشطة والحياة الطبيعية.
مملكة الإنسانية :
لقد تعاملت المملكة العربية السعودية مع هذه الجائحة عبر منطلقين أساسيين:
أولهما: الحفاظ على صحة الإنسان سواء كان مواطنًا أو مقيمًا مسلمًا أو غير مسلم أيا كانت الجنسية أو الأصل أو الديانة.
فقد تحملت الدولة الفحص الطبي المجاني والرعاية الطبية المجانية حتى التشافي، وكذلك إطلاق التطعيمات كامله للجميع بدون استثناء
ثانيهما: تحملت الدولة -رعاه الله- الفاتورة الاقتصادية كاملة، ولم تترك المواطن أو المقيم يُصارع من أجل البقاء، وهذا كان من أهل أسباب الخروج من الأزمة بأقل الخسائر البشرية والمادية.
لقد أثار التناغم في أداء الأجهزه الحكومية السعودية خلال مراحل هذه الأزمة إعجاب العالم؛ وذلك بسهولة وسرعة تطبيق القرارات الحكومية، وكانت الكثير من القرارات تُعلن وتطبق على أرض الواقع خلال دقائق معدودة.
تطبيق توكلنا أو الهوية الصحية
لقد أطلقت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الصناعي (ساديا) هذا التطبيق في بداية الأزمة للحفاظ على صحة المواطن والمقيم، ومتابعة الإجراءات والقيام بالكثير من الأعمال بدون الحاجة إلى مراجعة الأجهزة الحكومية؛ ليصبح هذا التطبيق ملازمًا لكل شخص في تنقلاته وأعماله اليومية، لقد تحدث الكثير من رؤساء العالم عن رغبتهم في استساخ هذا التطبيق الذي أنتجته العقول السعوديه المبدعة بامتياز وإبداع عالمي.
وتم إطلاق منصة مدرستي التى أنشاتها وزارة التعليم، والتي تم ربطها أيضًا مع تطبيق توكلنا ليتمكن أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة من متابعة تعليمهم عن بُعد، ويتم متابعة أولياء أمورهم لهم أيضًا عن طريق تطبيق توكلنا بكل يسر وسهولة.
