المقالات

بعض مما تعلَّمت قبل 2022

انتهى عام 2021 بكل ما يحمل، لكن لم ينتهِ ما تعلمته، بل هي البداية لمرحلة جديدة بتوفيق الله؛ ولأن عام تلو عام يمرُّ لابد أن أقف على ما تعلَّمت، من أجل التحسين؛ ولأجل من لديهم الرغبة بالاستفادة ببسيط ما تيسَّر من تجربة ومعرفة حظيت بها.

كانت المناصب التي حظيت بها فرصة وفقني الله لها؛ ولأن الفرص هي للاغتنام والاستمرار للأفضل، وليست للغرور والاكتفاء بما حصل؛ لذلك أجد في بعض المواقف التي لابد لكل صاحب منصب أن يعتني بها.

للمناصب هيبة، لكن لقوة الشخصية هيبة أكبر، إذا لم تكن لك تلك القوة فستجد صعوبة في الاتزان، ولا تعني القوة بالشدة والغلاظة بل بمن يملك نفسه عند المواقف والغضب، وقد تكون القوة (صمت) أو(فعل) في وقت مناسب، لذلك خذ مني، ولك الحكم.

لا تشكك في عذر شخص، يكفي أنه (اعتذر)، وتغافل عن من لا يريدك أن تراه، يكفي أنه (اختبى)، ولا تحاسب من أول غلط، لأن الغلط وارد، وصفح وسامح حتى يخجل المذنب، ومن تغيَّب لأجل والديه، ببرهم اعتبره (حضر).

المجتهد والمبدع لو في مرة سهر، اتركه، واعفِ يومها عن كل من سهر، ولا تنتظر وفاءً لو اطعمت بملاعق من ذهب، وارمِ في بحر، مصيره يتبخر ويرجع مطر، واشكر وقدَّر واثنِّ على كل من عمل أو حتى حضر، إذا ما أثمر على الأقل ينقل خبرًا.

انضبط أولًا، ثم خطط وتابع واعدل إذا أردت أن تسد عُمرًا، واجعل مواقفك ثابتة، ولا تزحزح شبرًا، بعض المواقف تنبت زهرًا، واعتمد على نفسك ولا تركى للنهر، بعض الجبال أفواهها بركان وحمم.

وإذا تكلمت اجعل لكلمتك وزنًا، ولا تجارِ مهبولًا، ولا مضيعًا بهم، واجعل لمواقفك وزنًا، ولوعودك ثمن، ولا تسمع ولا تشره على من تكلم في قفاك، لعلها فضفضة ويمكن سواليف عصر.

ولا يغرك مكاسب الجولات، ولا كثر الثناء، بعضها لأجل مصلحة وهي وهم، ومن لا تكسبه لا تخسره، قد ينفعك لو ما لنفسه نفع، وإذا قدرت تساعد ساعد حتى غير السنع، واكرم حتى يطول الكرم.

وسرك ادفنه في رأسك، ولا تعلم أحدًا، وعامل زملاءك مثل ما تعامل أخويك، ولو ما نفع على الأقل طلعت بـ”نعم”، والاحترام شخصيتك لو خصمك لا يحترم، والطايلات ما يطولها أصحاب العقد.

هذه بعض ما أعتقد أنها تجربة تستحق أن تروى، قد تتفق أو تختلف لكن على الأقل هي فرصة مع بداية 2022 أن نحسن من نفسنا، ومن معرفتنا، واعلم جيدًا أنني لازلت أتعلم، ومن الجميع أستفيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى