تأتي الذكرى السابعة على تسلَّم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مقاليد حكم المملكة ومبايعته على ذلك من الشعب السعودي وقلوبهم مليئة بالفرح والبهجة، لتضيف رصيدًا جديدًا لكل الإنجازات التي تمَّت في عهدة بقيادة ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان؛ حيث يلمس المتابع أن المملكة قد تجاوزت الحدود الوطنية والخليجية والعربية والإسلامية، ووصلت المجتمع الدولي بنفسها وبجهودها الرسمية والشعبية والعيش بوضع الدول المتقدمة بمختلف الإنجازات السياسية، الاقتصادية، التعليمية، التنموية، الاجتماعية، العسكرية، والتحوَّل نحو تنويع مصادر الدخل الوطني من مختلف المجالات وأبرزها مجالات السياحة، الترفيه، والحج والعمرة.
ومن تلك الإنجازات القضاء على الروتين في المؤسسات والهيئات الحكومية، من خلال اتباع أنظمة الحكومة الإلكترونية في تعاملاتها الرسمية لتقليل المركزية والتنسيق بين الجهات الحكومية، عبر البرامج المخصصة لرفع كفاءة الاقتصاد الوطني بتقديم خدمات إلكترونية سهلة وميسرة للمستفيدين من المواطنين والمقيمين والزوار والأعمال التجارية، مما جعل المملكة تصل إلى مرتبة عالمية، ومن تلك البرامج برنامج “يسر”، البوابة الوطنية – سعودي، وحدة التحول الرقمي، هيئة الحكومة الرقمية، مما قدم لنا أبرز الخدمات الحكومية كمنصة أبشر، وإيجار، تطبيق كلنا آمن، السجل التجاري الإلكترونية، والسحابة الإلكترونية الحكومية.
وكان من أبرز تلك المشاريع الضخمة للمملكة رؤية المملكة 2030، والتي من مرتكزاتها إنشاء صندوق سيادي للاستثمار، التحرر من النفظ باعتماد مصادر أخرى لدخل الدولة، طرح أرامكو بالبورصة، البطاقة الخضراء للمستثمرين، وثلاثين مليون معتمر، وزيادة التوظيف في القطاع الخاص، والدخول في الصناعات العسكرية، وزيادة تملك المواطنين للمساكن، ومكافحة الفساد، والتي كان لها منجزات مثمرة منها: زيادة المواقع التراثية في المملكة، الحصول على تأشيرة العمرة آليًا وبشكل فوري، زيادة مشاريع السياحة والترفيه، ارتفاع أعداد الجامعات، تسريع إنجاز القضايا في المحاكم زيادة دخل الدولة وغيرها من الإنجازات الأخرى.
هذا بالإضافة إلى إنجازات المملكة الأخرى في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله-، ومتابعة سمو ولي العهد محمد بن سلمان الذي كان له الدور الريادي فيها. وفي مقدمتها توفير أكبر ميزانية بتاريخ المملكة، تحفيز القطاع الخاص وتقديم التسهيلات له بدعم المنشأة الصغيرة والمتوسطة، مشروع نيوم كأكبر مشروع استثماري بمدينة “نيوم” التي تعتبر أول مدينة رأسمالية على مستوى العالم وتربط بين ثلاث دول الأردن ومصر والسعودية، ويستهدف مشروعها 9 قطاعات استثمارية متخصصة كمستقبل المعيشة، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي ومستقبل مجالات أخرى مثل: النقل، الترفيه، الغذاء، التقنيات الحيوية، التصنيع المتطور، الطاقة والمياه، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية”.
وهناك المشاريع الأخرى لتطوير الجانب الاجتماعي كتمكين المرأة السعودية، وزيادة الفرص الوظيفية للمواطنين، إنشاء بنك للصادرات لانتعاش الاقتصادي، وإنشاء الهيئة الملكية لمحافظة العلا لخدمة السياحة والتراث الوطني، والمساهمة مع المجتمع الدولي بإعلان التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، وإنشاء متحف عالمي للعلوم والتقنية في الإسلام لتمجيد التاريخ الإسلامي ومنجزاته، وتطوير الإجراءات القضائية إلكترونيًا والاهتمام بالنيابة العامة.
وكذلك مشروع القدية عاصمة الترفيه والرياضة والفنون، وإنشاء صندوق التنمية الوطني “بهدف زيادة أداء الصناديق والبنوك التنموية لتحقيق غاياتها المنشودة ومواكبة لما يخدم أولويات التنمية والاحتياجات الاقتصادية في ضوء أهـداف ومرتكزات رؤية المملكة 2030”. ومشروع البحر الأحمر كوجهة سياحية ببنية تحتية سياحية مكتملة للسياحة الوطنية والدولية.
وإنشاء “وزارة” الثقافة السعودية للإشراف على القطاع الثقافي في المملكة العربية السعودية؛ بهدف تطوير وتنشيط صناعة العمل الثقافي في المملكة وجعلها داعمًا للاقتصاد الوطني، وتشمل في “استراتيجيتها العامة 27 مبادرة، ومنها تأسيس مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وإنشاء صندوق “نمو” الثقافي، إطلاق برنامج الابتعاث الثقافي، تطوير المكتبات العامة، وإقامة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، إلى جانب رعاية المهرجان الوطني للتراث والثقافة “الجنادرية”.
تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية كمركز سعودي عالمي مخصص للأعمال الإغاثية والإنسانية الدولية؛ ليقوم بعملية التنسيق مع المنظمات والهيئات العالمية؛ بهدف تقديم المساعدات للمحتاجين في العالم للإغاثة الإنسانية.
توسعة الحرمين الشريفين لتطوير خدمات الحج والعمرة من خلال قيام الرئاسة العامة لشئون الحرمين الشريفين بجهودها المتواصلة لحصول زوَّار الحرمين الشريفين على حاجاتهم من الأمان والرعاية، وأداء فروضهم الدينية بسهولة، وتشمل توسعة الحرمين تطوير العمارة والتقنيات الفنية والجوانب الأمنية باستكمال البنية التحتية اللازمة لتلك التوسعة من توفر الطرق والساحات والمداخل إلى المسجدين.
تأسيس وتطوير قطاع البتروكيماويات السعودية “حيث تملك المملكة أكبر شركة نفط في العالم هي أرامكو، وأكبر شركة بتروكيماويات في الشرق الأوسط هي سابك، وستكون حسب برنامج الرؤية الأولى في إنتاج وتصدير البتروكيماويات في العالم، خلال السنوات المقبلة”.
إنشاء دور السينما السعودية والسماح بقيام صناعة سينمائية وطنية وتوفير البنية التحتية لها، وجذب الكوادر السعودية في الخارج للعمل من داخل المملكة؛ حيث يوجد العديد من المنتجين والمخرجين والتقنيين بصناعة السينما. مما سيؤدي مستقبلًا إلى وجود صناعة سينمائية سعودية؛ لتقديم الدراما الوطنية بمستوى عالمي.
هذا ملخص لإنجازات المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وبقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رائد النهضة السعودية الحديثة. وهناك الكثير مما لا يسعفنا الوقت، ولا يسعنا المكان لكتابتها كشاهدين على العصر.
عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام – جامعة أم القرى