(مكة) عزيزة الزهراني
“التنمرالإلكتروني” يُعد نوعاً من أنواع إساءة استخدام ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات، وقد تعددت صوره ومظاهرة في الآونة الأخيرة ولخطورته على المجتمع؛ خاصةً الشباب والشابات نطرح عدة أسئلة عن هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا على المختصين والخبراء؛ لنعرف كيف يمكن تحجيمها، والحد من أضرارها السلبية التي تتوسع يوماً بعد يوم.
أنواع التنمر على مواقع التواصل الاجتماعي
أكد الدكتور أحمد المعيدي ـ أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة الملك سعود ـ أن الحديث عن التنمر بأنواعه سواءً كان مباشرًا أو غير مباشر عبر وسائط كما هو الحال مع التنمر الإلكتروني فهو متشعب ومتعدد، وإذا أردنا تعريف “التنمر“ بصفة عامة؛ فهو سلوك يتضمن وينضوي على عبارات، أو تصرفات، أو أفعال تبث عبر مواقع التواصل وتتصف بأنها سلوكيات وعدوانية؛ بهدف إيذاء المتنمر عليه.
ويضيف المعيدي قائلاً: أبرز أنواع التنمر الإلكتروني إشعار الشخص بالدونية والنقص كأن يتم استبعاده واستثناؤه من الأنشطة والفعاليات، إما لصفته، أو لشخصه، أو لعلاقاته ومن التنمر استدراج شخص ما حتى أحصل على معلومات ثم أنشرها للمجتمع للإساءة له أو توظيفها للابتزاز أو الاستغلال تجاهه
ومن التنمر انتحال الشخصيات؛ كاأن ينتحل أحدهم شخصيتك على مواقع التواصل ثم يقدم معلومات مسيئة أو للاستغلال والابتزاز
كما يعتبر توجيه التعليقات مباشرة على حساب شخص ما على حسابه تحت كل موضوع، أو نشر بوستات مباشرة تُسئ له، فضلًا عن الإهانة المباشرة بتوجيه الألفاظ النابية وإطلاق الألقاب نوع من التنمر!
ما هي أسباب التنمر ؟
يؤكد المعيدي أن “التنمر“ قد أصبح بالفعل ظاهرة، ويرجع للعديد من الأسباب في مقدمتها عدم وجود قانون رادع للآن فضلاً عن الميول العدوانية لدى بعض الناس يشعرون بالمتعة في الإساءة للآخرين تحت مسمى المزاح أو تحت مسمى الترفيه والمتعة ؟!
ومع الأسف بعض الأسر تدعم أبناءها من خلال تنشئتهم على سلوك التنمر والإساءة إلى الآخرين تحت مسمى الرجولة الكاذب أو أنك ابن فلان !!
كما أن بعض البيئات الاجتماعية والثقافية تحرض على وصم الآخرين والإساءة لهم معتقدين أن التحقير من شأن الآخرين يرفع قدرهم ويعزز وضعيتهم ؟!
والبعض يكافئ ابنه؛ لأنه أساء أو ضرب شخصًا ما للانتصار أو إثبات الوجود والذات؟
ويشير المعيدي إلى أن الأسر المتصعدة التي يتربى فيها الأبناء، وهم يرون العلاقة السيئة بين الوالدين وانتشار المخدرات كلها قد تكون أسباب إما مباشرة أو غير مباشرة للتنمر الإلكتروني، ويطالب المعيدي بتفعيل قانون الجرائم المعلوماتية؛ بالإضافة إلى تعزيز الوعي وتكريس ثقافة تنفر من التنمر، والتعريف بالطرق التي يمكن من خلالها مواجهته من خلال حملات توعوية وتثقيفية توجه لطلاب المدارس، وحتى في المجتمعات الوظيفية.
المتنمر شخص مهزوز وجبان !!
تقول الدكتورة لمياء بنت عبد المحسن البراهيم: يظن المتنمرون في مواقع التواصل الاجتماعي أنهم لن يتعرضوا للعقاب ولا للمساءلة، ولن تنالهم يد العدالة؛ لأن أبرز طباع المتنمر الجبن والخسة ودناءة الخلق، ويرون أن مواقع التواصل تُمكنهم من ممارسة ما لديهم من عقد ونقص وإيذاء الآخرين،
وتضيف “البراهيم“ لقد ساهم الإعلام بشكل كبير في التعريف بالتنمر، وأنه ظاهرة لا بد من مواجهتها وكل منا عليه مسؤولية ودور سواء المجتمع أو الأفراد أو على مستوى السلطات القانونية والتشريعات، وتشير “البراهيم“ إلى أن التنمر الاجتماعي ظاهرة عالمية، وقد يصل إلى انتحار الشخص المتنمر عليه كما حالة الانتحار التي وقعت مؤخرًا في مصر.
ماهي الأسباب من وجهة نظرك؟
ومن جانبه يقول المستشار النفسي والسلوكي الأستاذ عبده الأسمري
الاسباب متعددة وتعود الى سطوة مواقع التواصل الاجتماعي ومحاكاة بعض النماذج فيها ومن ثم اقتباس بعض السلوكيات التي تدفع بعض الاشخاص الى ممارسة التنمر بكل اشكالة سواء بشكل مباشر شاو غير مباشر .
كيف يمكن الحد منها قبل أن تصبح ظاهرة؟
ويقول الأسمري نعم الحد منها من خلال نشر ثقافة السلوك الأيجابي في كل مواقع الحياة ومواطن العيش سواء في الاسرة او بالمدرسة او بمواقع العمل او في المسجد او في كل مواقع التعايش والتعامل بين افراد المجتمع اضافة الى اهمية وضع انظمة رادعة لكل من يتورط في ذلك ووضع نظام خاص
يندرج تحت مفهوم التنمر بكل صوره واشكاله واتجاهاته مع ضرورة أن يكون هنالك احكام شرعية بدائل للتعزيرية على من يقع في ذلك من خلال عقوبات بديلة تتركز على القيام باعمال في خدمة المجتمع وغيرها مع اهمية أن يتم تأهيل وتربية الاطفال منذ الصغر على منع التنمر وتعليمهم باتجاهاته والسلوكيات المختلفة التي تعد من التنمر مع ضرورة أن ينمى في افراد الاسرة احترام الاخرين وتقدير الغير وايضا عدم الاساءة بكل انواعها.التي قد تمارس او يقع فيها الفرد ضد الغير وعلى المدارس أن تضع لوائح داخلية لمنع التنمر في المدارس والذي زاد وارتفعت حالاته خلال الفترة الاخيرة نتيجة غياب الوعي وقلة التثقيف وايضا عدم وجود عقوبات رادعة للمتورطين في ذلك .
هل حرية النشر ساهم في ذلك؟
ويضيف ” الأسمري ” أن حرية النشر لها سبب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والتي باتت ساحة مفتوحة لمثل هذه السلوكيات المشينة والمندرجة تحت التنمر والتي شكلت تنمر واضح ومتزايد في سلوكيات مباشرة وغير مباشرة وساء في الافعال او الاقوال او الايماءات والايحاءات المختلفة مما شكل لدينا تقليد سلبي لتلك السلوكيات بين الفئات التي تعاني من الجهل وترى في وسائل التواصل منابع للتعلم
ويقول : مع كل اسف اضافى الى شيوع السلوكيات السلبية بين المتورطين في ذلك ووجود الجهل المتعمق لدى البعض في الاستمرار في هذه السلوكيات مما ينبىء بوجود خلل كبير في شخصيات المتنمرين يعكس حيل دفاعية يقومون بها لتعويض نقص في داخلهم وايضا لوجود خلل في التربية مع وجود ايضا وجود خلل في التركيبة الشخصية لهم ومعاناة بعضهم من امراض نفسية او خلل في السلوك ومحاولات مخجلة لاثبات الذات او الهيمنة وهذا كله يعكس خلل عميق في تلك الشخصيات والامر بحاجة الى انتفاضة من كل مؤسسات المجتمع ايضا لمواجهة التنمر والحد منه والحيلولة من تحوله الى ظاهرة وايقاع عقوبات نظامية في هذا الشان .
التشهير بالمتنمرين يُحجم من انتشاره
ومن جانبه يقول حسن الزهراني ـ المدرب والمستشار التربوي ـ حالات التنمر موجودة قبل وبعد وسائل التواصل الاجتماعي، وسبب انتشارها يكمن في قلة الوعي والجهل الذي يعتري فئة من المجتمع تعتقد أنها تتميز بصفات خاصة ليست في باقي البشر؟!
مشيرًا إلى أن الحد من التنمر يتطلب التوعية لأن وعي المجتمع له الدور الأكبر في وأد هذه التصرفات، ونشر ثقافة التسامح بين فئات المجتمع ثم سن وتفعيل قوانين صارمة تُحد من انتشارها، والتشهير بمن يرتكب هذه المخالفة عند تكرارها.