الوطنية ليست كلمات تُكتب أو أشعارًا وأهازيج تُردد أو شعارات تُرفع بل الوطنية إيمان راسخ وسلوك قويم يترجم سمو الأقوال بنبل الأفعال – الوطنية مجموعة مشاعر ليست للنعرات أو العصبية أو العنصرية – الوطنية سمو ورفعة وعلو بكل قول سامٍ يترجمه فعل نبيل، وهذا هو ما يقوم به ويفعله (التيوبر) “ثواب السبيعي” الذي صنع من الوطنية واقعًا ملموسًا بتجسيده لحبه وولائه وانتمائه لوطنه وولاة أمره، والذي دائمًا ما يُطلعنا عبر حسابه الشخصي (سائح يوتيوب) في مواقع التواصل الاجتماعي بما يقدمه من محتوى وطني مميز وبرامج هادفة ومشاركة فاعلة كمؤسسة إعلامية وطنية بجهود فردية شخصية تتفوق في إعدادها وتقديمها على كثير من القنوات الإعلامية التي أخفقت في دورها الإعلامي الخارجي المنشود بشهادة الرأي العام الذي يُقارن بأسف واستياء دورها الضعيف بالدور العظيم الذي يقوم به الشاب السعودي د. ثواب السبيعي من جهود ذاتية مختلفة مدروسة ومختارة بعناية تكشف عن ما يتمتع به من ثقافة فكر ومهارة تخطيط وقدرات عظيمة بلمسة حس وطنية تجعل منه مثالًا حقيقيًا لمفهوم المواطنة التي تُجسَّد الوطنية للمواطن السعودي، والذي لا زال يُبهر المجتمع بين الفينة والأخرى بما يقدمه من برامج إعلامية موجهة لخدمة الدين ثم المليك والوطن؛ حيث قدَّم الكثير من البرامج المؤثرة في الفضاء الإعلامي المحلي والدولي التي وجدت القبول والإعجاب والمتابعة والإشادة من الرأي العام المحلي والعربي والإسلامي بما تحمله من معانٍ تُعبر عن مبادئ وقيم وأخلاق وطنية سعودية، وكان من تلك البرامج ما تم تداوله مؤخرًا من مشهد يتضمن زيارته لرجل أعمال أمريكي يرتدي الزي الوطني السعودي كدلالة إعجاب واعتزاز فخري بالزي الوطني واستقباله بتلك التراحيب التي عرف بها المجتمع السعودي ثم عبَّر عن إعجابه وحبه بالمملكة العربية السعودية وحكامها وشعبها في مشهد وجداني مؤثر يؤكد، ويعبَّر عن حب عميق وانتماء وولاء تفاعلت معه مشاعر مشاهدي مواقع التواصل الاجتماعي الذين أبدوا إعجابهم بهذا الوفاء والامتنان الذي اعتبروه من أخلاق النبلاء ممن عاشوا على أرض المملكة العربية السعودية، وطالبوا باستضافته وتكريمه وبناء على ذلك، وفي لمسة وفاء وطنية صرح المركز الإعلامي للخطوط السعودية عبر حسابه في تويتر بدعوة واستضافة رجل الأعمال الأمريكي وعائلته لزيارة السعودية.
وبناءً على ذلك فإن صناعة مثل هذا المشهد وغيره من المشاهد التي تترجم امتنان ومحبة وولاء الكثيرين من أفراد الجاليات الذين عملوا في السعودية، ولمسوا طيب العيش فيها، وعبروا عن حبهم وانتمائهم ووفائهم للمملكة وقيادتها وشعبها، ينبغي معه أن يتم دراسة آلية إنشاء مشروع سعودي يفتح قنوات التواصل معهم واستضافتهم وتكريمهم في مهرجانات وطنية ومحافل دولية من خلال هيئة مختصة تحت مظلة رفيعة المستوى، تتابع مثل هذه المواقف النبيلة وتستثمرها أفضل استثمار كنوع من أنواع القوة الناعمة؛ ليكونوا سفراء فخريين ينشرون ويرسخون الصور المشرقة للمبادئ والقيم السعودية.
فهذه الخطوة هي من أقوى أدوات القوة الناعمة للرد على من يتربصون بتشويه صورة المملكة، ومن على شاكلتهم من أبناء الوطن الذين تنكروا له، وأصبحوا أدوات رخيصة عُرفت بالخيانة لدى تلك الدول التي جندتهم واستضافتهم بإذلال، واستخدمتهم بامتهان.
أرجو أن نشاهد إنشاء مشروع سعودي برئاسة مظلة سعودية يفتح أبوابه لجذب واستقطاب الأوفياء من مختلف الشخصيات الصديقة الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والفنية من محبي المملكة العربية السعودية وحكامها وشعبها، ويهدف هذا المشروع إلى تنمية روابط العلاقات بين شعوب دول العالم والشعب السعودي وقيادته؛ ولتصدير ثقافة مبادئ القيم السعودية ببصمة إسلامية وسطية تعطي انطباعًا وقبولًا وارتياحًا وإعجابًا، وتقلب موازين الأفكار والصور السلبية عن الإسلام والمسلمين؛ وخاصة عن المجتمع السعودي، وتفتح آفاق الاحتكاك والتعاون البناء والمثمر، وتبادل المصالح المشتركة التي تجعل من هذا المشروع قوة ناعمة تضرب بأدواتها السعودية الفاعلة عُمق دول العالم بكل جميل يدعم ويقوي مكانة المملكة، ودورها الريادي الدولي.