المقالات

أما آن للعُنصرية أن تزول …!

“نعم ..نحنُ الحجاز، ونحنُ نجد
هُنا .. مجدٌ لنا وهناك مجد ”
قد تختلف اللهجات والأماكن، والصفات والطباع، والأوصاف والألوان، والطوائف والمناصب، والجاه والسلطان .. ولكن يظل ربنا واحدًا، ودربنا واحد، وديننا ومبادئنا، وقيمنا وأخلاقنا ثابتة لا تتغير بتغير المكان والزمان والقبائل والأشخاص …!
فهناك قلة قليلة من أصحاب عقول ضحلة لا حكمة عندها ولا بصيرة، ومن شباب طائش أهوج مازالوا يدقون، ويعزفون على الوتر الحساس في هذه النقطة بالذات نقطة العنصرية والقبلية، ويشعلون نار الفتنة بين أطياف مجتمعنا الواحد، وهناك أيضًا فئة ضالة فاسدة تُشجعهم من الداخل والخارج تستغل كل هذا المُعطيات التي ما أنزل الله بها من سلطان؛ لتأجيج هذه الفتنة، وصب الزيت على النار لمآرب سيئة ودنيئة وخسيسة في نفوسهم الغرض الأساسي منها زعزعة امننا، واستقرارنا للنيل منا ومن وطننا وقيادتنا؛ فاللهم اهدي أصحاب هذه العقول وهؤلاء الشباب لطريق الحق والصواب، ورد كيد الحاقدين الذين يتربصون بنا، ويصطادون في الماء العكر في نحورهم، واجعل دائرة السوء تدور عليهم وخذهم يا الله أخذ عزيز مُقتدر …
كُل هؤلاء نسوا أو تناسوا قول الله -عز وجل- في سورة الحجرات :(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) صدق الله العظيم …
ألا يعلم هؤلاء الفاقدين للعقل والحكمة أننا الآن في مرحلة صعبة وحرجة وخطيرةّ تتطلب منا جميعًا الوقوف صفًا واحدًا، وعلى قلب رجل واحد دفاعًا عن ديننا ووطننا وقيادتنا ومبادئنا وقيمنا، ونبذ كل أشكال العنصرية بشتى صورها … والضرب بيد من حديد على كل من يُثير مثل هذه العنصريات، واستغلالها في بث الفتن والمشاكل بين عامة أفراد الشعب بكافة طبقاته …
أما آن لنا أن نخاف الله، ونتقيه في التلامز والتنابز بالألقاب، والتفاخر بها في غير محلها يقول الله -عز وجل- في سورة الحجرات :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) صدق الله العظيم …
فمتى تختفي هذه العادة السيئة من مجتمعنا، وتزول نهائيًا، ونطبق شرع الله، وما نزل من الوحي بكل أمانة وإخلاص بأنه لا فرق بين أبيض ولا أسود، ولا بين جنس ولا جنس، ولا غني ولا فقير إلا بالتقوى .. فعلينا الحذر كُل الحذر من كل هذا؛ فهناك من يريد أن يوقع بيننا العداوة والبغضاء من هذا الباب باب القبلية والعنصرية والالتفاف حولها بسوء نية بدون وجه حق ولا حكمة وروية وبصيرة في حدود المعقول، ويريدونها لا بارك الله فيهم ثورة هوجاء تأكل الأخضر واليابس، ونحترق جميعًا لا قدر الله بنارها والسببب كما أسلفت سابقًا قلة قليلة من عقول ضحلة صغيرة وطيش شباب ..!
فاللهم أتمم علينا نعمك الكثيرة التي انعمت بها علينا وأمنك وأمانك، واحفظنا بحفظك وارعانا برعايتك، واحرسنا بعينك التي لا تنام وتولانا بعفوك وكرمك ورحمتك وإحسانك.. يا عزيز يا غفار يا ذا الجلال والإكرام، إنك ولي ذلك والقادر عليه .. والله من وراء القصد.

———————

مدير إدارة طب الأسرة

Related Articles

7 Comments

  1. ‏‎هذا تعليق على نفس المقال للأخت/ أميرة
    جداً رائع ومتزن جزاها الله خير ورحم والديها :
    موضوع هام وخاصة لمن يحاول بث الفرقة والخلاف ليفتت كيان المجتمع السعودي ونقول لهم اننا مجتمع يمتثل بقيم الاسلام وثوابته شعارنا لافرق بين عربي واعجمي ولا ابيض ولا اسود الا بالتقوى كلنا عبيد الله ننطق بشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وبعدا لشعارات الجاهلية

  2. ‏ابشع اشي ممكن الواحد يشوفه هذه الايام على السوشال ميديا هي الأشياء العنصرية والتي ما انزل الله بها من سلطان ، خلينا نرتقي بتفكيرنا شوي ونبعد عن المواضيع هذه ونتذكر دايماً انها هي اساس خراب اي اشي وفتنه يستغلها البعض لفرقتنا …
    احسنت يادكتور موضع مهم في الصميم الله يجزاك كل خير ويرحم والديك .

  3. إن شاء الله تختفي …
    فالعاقل هو الذي ينبذ كل هذه العصبيات …
    وياخاف الله ويتقيه ولا ينجرف وراء مثل هذه الخزعبلات التي ما انزل بها الله من سلطان ….
    الله يرحم والديك يادكتور دائماً تبهجنا بمقالاتك الرائعة الهادفه .

  4. للأسف الشديد انتشرت في الآونة الأخيرة اتهامات لبعض أفراد المجتمع من قبل بعض المعرفات في وسائل التواصل الاجتماعي لنشر العنصرية في المجتمع، وهذه مصيبة وكارثة أمرنا ديننا الحنيف في الكتاب والسنة بتحريم العنصرية وتحريم التنابز والغيبة والنميمة بين الناس فكلنا من آدم وآدم من تراب».
    فلننبذ هذه العنصرية ونعيش في مجتمع خالي ونظيف من هذه الافكار الهدامة .

  5. ماشاءالله تبارك الله من اروع المقالات يادكتور سليمان الله يوفقك

  6. بيض الله وجهك يادكتور ورحم والديك ويسر لك امورك كلها وبارك فيك …
    مقال جداً رائع يُكتب بماء الذهب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button