رحل رئيس وتاج القضاة النزيه المهيب الفقيه العالم الفذ الورع تاج البلاغة ونبراس الفطنة، رجل الدولة، وأحد أعلام صنَّاع الفتوى، ذو العقل الرزين والعلم الوافر، والعقيدة الصافية، والحكمة البالغة عضو هيئة كبار العلماء، وأقدم المنتسبين فيها اليوم، رحل وقد نصح لدينه وأمته عمره كله، فكان مثالًا للعالم الرباني، امتدت صلته بمكة في مناسبات دينية واجتماعية، وكان إذا حضر مكة أقام درسه بجوار الكعبة؛ فنهل منه القاصد لبيته العتيق من سائر فجاج الدنيا، وله صوته المسموع بفتاوى محررة في برنامج نور على الدرب الذائع في الأرجاء، كان -رحمه الله- حامل لواء العدل ومنارة الحق في قضايا الناس وخصوماتهم، وهو مرجع القضاة وسايس شؤونهم ومتعقب أمورهم وأحكامهم، كان كلامه حكمة وصمته فطنة ونظره عقل ورأيه رشد، وهو من أعلم أهل زمانه وأحكمهم فقهًا، وكان سدًا منيعًا للفتن وحماية بيضة الإسلام، على علم ودراية بشؤون الناس والأفكار الضالة والنحل، وعلى معرفة بشؤون السياسة، وأحوالها والأنساب والبلدان، وعنده من الجرأة والقوة في الحق ماليس لغيره، وله اليد الطولى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحكمة وعلم، وهو محل ثقة الولاة والناس وتقديرهم، لصدقه وحسن نصحه ووفور عقله، والمطالع في ما يصدر عنه كتابة أو شفاهًا يجد بحرًا زاخرًا وعلمًا وافرًا وتحريرًا واستدلالًا قويمًا، وتقدير ولاة أمرنا له وثقتهم به برهانه ولايته لرئاسة القضاة قرابة ثلاثة عقود، وفي زيارة سمو ولي العهد لمعاليه في مرضه الأخير دليل اهتمام الدولة بالعلماء، ورعايتهم لهم أجزل الله نوالهم.
رحل الشيخ المبجل إلى لقاء ربه في سيرة حسنة ومسيرة حافلة -رحمه الله- رحمة الأبرار وأسكنه جنات النعيم .
هذا اللحَيدانُ لمْ تُدفنْ مآثرهُ
وسوفَ تَذكرهُ الأجْيَالُ والكُتُبُ
ولكم دمعت قلوبٌ مُحبةٌ ولهجت ألسنٌ داعية، للرجل الصالح (صالح) أبا علي.
ولا أدري كيف لمع في ذاكرتي أبيات رثاء الأصولي الحسن بن شهاب العكبري(٤٢٨) صاحب كتاب رسالة في أصول الفقه، وهي:
ياعينُ مافيض الدموعِ بعابٍ
فابكي بأربعةٍ على ابن شهابِ
علمٌ من الأعلام غُيَّبَ في الثرى
فثوى رهينَ جنادلٍ وتراب
يا موتُ كم أسكنتَ في دار البلى
من سيّد وغلبت من غلاّب
لهفي على من كان أفصح ناطقٍ
وأجل معتمدٍ لأخذ جوابِ
لو كان يدري القبر من في لحده
لرقى إلى العلياء في الأنساب
فلقد فَقَدت به مصابيح الدجى
من بين أشياخ وبين شباب
إن كان شخصُ (أبي عليٍّ) قد مضى
فحديثه باقٍ على الأعقاب.
5
رحم الله الشيخ صالح اللحيدان والله يرحمة و يغفر له وجميع موتى المسلمين جعل ما قدم بميزان حسناته
شكراً دكتور علي بن يوسف
لا فض فوك د. علي وجزاك الله خير الجزاء .
رحم الله الشيح اللحيدان رحمة واسعه واسكنه فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنه .
كلمات تسطر بمداد من ذهب في المغفور له ، الشكر للغالي ابا يوسف
جزاك الله خيرا على ما سطرت يدك وجعله في ميزان حسناتك وغفر الله للشيخ ورحمه وجمعنا به في الفردوس الأعلى بغير حساب ولا سابق عذاب وجبر مصيبة المسلمين فيه وأخلفهم خيرا.
رحم الله الفقيد وهو جدير بما سطرت أناملك أبا يوسف وقد أجدت وأحسنت حفظك الله أستاذنا