في عهد وزير الصحة الراحل الدكتور غازي القصيبي _يرحمه الله تعالى _ حصلت حادثة مشرفة لمسؤول امتنع وبكل نزاهة عن أخذ مايسمى هدية، أو إكرامية، أو سمسرة، أو أي مصطلح اتفق عليه أصحاب المصالح المشبوهة في الغرف الخلفية المظلمة وهي في الآخر اسمها الحقيقي مباشرةً “رشوة ” من شركة خدمية ذات علاقة بإدارة المشاريع بالوزارة وبعد سماع الحادثة بسنوات إذ بهذا المسؤول يتعلق اسمه في ذهني منذ ذلك الوقت ولم أنساه أبداً وإن كان لايوجد أي سابق معرفة بيني وبينه حتي عاد للظهور مرة أخرى إلي الواجهة الوظيفية والإعلامية والاجتماعية من خلال تسنمه أمانة العاصمة المقدسة، إنه معالي المهندس الفاضل محمد بن عبدالله القويحص. وتم التواصل مع شخصه الكريم من خلال خدمة الواتساب فقط؛ كابن من أبناء مكة المكرمة، وحامل رسالة إعلامية أعتز بها؛ لنقل هموم المجتمع المكي ما أمكن من حيث الخدمات المرجوة في الأحياء والميادين والشوارع وإن كان الوقت لم يسعفه كثيراً؛ لتحقيق مجمل الطموحات والرغبات المأمولة بأم القرى ولكن وجدت بصراحة كل تفهم وتجاوب في بعض الأمور حتى انقطعت العلاقه فجأة بفضل بعض الوشاة.. !
وحقيقةً لا يمكن على الرغم من ذلك إلا أن نذكره بكل خير وطيب؛ نظير الخدمات المقدمة ليس في الأمانة فقط بل من خلال مشواره الوظيفي في وزارة الصحة، ومصلحة المياه، ومن ثم انتقاله لمجلس الشوري ما يقارب الـ (١٢ ) عاماً كانت في مجملها حافلة بالجد والإخلاص والأمانة والنزاهة وهذا مايؤكده الصحفي القدير الأستاذ أحمد الأحمدي حيث يقول: ” أبو عبدالله تشرفت بمعرفته في عام ١٤١٨هجرية عندما عين مساعدا للمشرف العام على مصلحة المياه والصرف الصحي بمنطقة مكة المكرمة في عهد م.د نزيه نصيف والذي كُلف بالإشراف على المصلحة ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم لم ينقطع تواصلي مع أبي عبدالله، حتى عندما ترك العمل في مصلحة المياه؛ لأنني وجدت في هذا الرجل الصفات الحميدة التي أبحث عنها عند الأصدقاء الأوفياء لا أصدقاء المصالح. فهو رجل هيناً ليناً تسبق ابتسامته الصادقة والصادرة من سويداء قلبه في الحديث إليك، علاوة على الوقوف إلي جانب زملائه في السراء والضراء وهذا ما ينشده الإنسان ويبحث عنه دائماً لدى كل من اصطفاهم لنفسه”نعم والناس شهود الله في أرضه.
إن من الجميل جداً لمثل هذه القيادات الوطنية المخلصة صاحبة التأريخ الوظيفي الحافل وبعد ترجلها عن المنصب الرسمي أن توضع في المكان المناسب؛ للانتفاع من الخبرات الواسعة والتجارب العميقة لها ونقلها بمنهجية راسخة للجيل الصاعد من المسؤولين الشباب؛ للاستفادة منها في حياتهم الوظيفية المستقبلية ووفقاً لرؤية المملكة ٢٠٣٠م سواء على المستوى الإداري أو الفني أو حتى في كيفية التعامل مع الجهات ذات العلاقة، إضافة إلى تعزيز القيم والمبادئ الوطنية، مع التحفيز الدائم والتشجيع المستمر؛ للارتقاء بالوطن في المجالات كافة والتي ستجعله بإذن الله في مصاف دول العالم.
وأنت يامعالي الأمين فقد أضحت شمسك ممتزجة بلون الراية الخالدة، وعروقك الخضراء باتت متشابكة مع أغلى ثرى، فأصبح موقعك الوظيفي أشبه بثغر من ثغور هذا الوطن الغالي؛ لحمايته ضد كل فاسد وفساد قبل أن يكون أمام أعيننا وفي وقتنا الحاضر نظام صارم: “لا نجاة لفاسد” فكأنك استبقت الزمن بنزاهتك، كما أنك تدرك مافي أعماق نفسك وتعرفها جيداً قبل أن يدركها الآخرون، وتعي تماماً ماقدمته لهذا الوطن المبارك من خدمات جليلة عبر حياة وظيفية زاخرة في مرافق حكومية عديدة كنت فيها وبكل اقتدار مثالاً يحتذى به للأخلاق والشرف والمرؤة والعمل بإخلاصٍ وتفانٍ ولا ندعو لك بعد مغادرة المنصب إلا بالتوفيق والسداد في حياتك الجديدة وعلى الخير والمحبة نلتقي.
الله يجزاه خير …هذا اللي بقي له بعد زوال المنصب …
الذكرالطيب بين الناس ..
المناصب أمانة وخدمة المواطن عبىء يقع على عاتق المسوؤل فهنيئا لمن أدى هذه الأمانة على وجهها المستحق