د. حسن عون العرياني

كومبارس

كومبارس كلمة إيطالية وتعني بالعربية الحشود وهو الشخص العادي الذي يؤدي دور أو لقطة ثانوية بأجر زهيد في فلم سينمائي أو مسلسل تلفزيوني، وتسمى الأنثى كومبارسة.

الكومبارس يشعر بالفخر لهذا الإنجاز والحلم الذي تحقق، فيلازم التلفاز ليشاهد الإبداع الذي قدمه، وقد يحدد الجزء الذي ظهر فيه جالسًا على طاولة صغيرة في ركن المطعم، أو واقفًا على الرصيف في حر الصيف. ثم ينشره في مواقع التواصل الاجتماعي ويضع دائرة أو إشارة على صورته حتى ينتبه له الأصدقاء.
وفي الحقيقة هو ليس شيئًا في نظر المنتج أو المخرج وحتى المشاهد لا يلقى له بالاً ولا اهتمامًا.
لن نقول عن الكومبارس هو كالديكور في المشهد تكريمًا لبني آدام كما كرمه الله -عز وجل- في كتابه قال تعالى: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا”
والكومبارس الكل يعلم أنه ليس عنصرًا أساسيًّا في الفلم أو المسلسل؛ ولكن الضرورة أوجدت ذلك لينجح المشهد ويظهر بصورة أقرب للحقيقة والواقع. ومع هذا ففي بعض الأحيان الكومبارس يحدث حركات للفت الأنظار تقلب المشهد وتبعده عن الواقع وتشوه المنظر، ولكن المخرج لم ينتبه لذلك.
حياتنا مليئة بمثل هؤلاء الأشخاص الذين يمارسون هذا الدور فهناك من يعيش الفخر بأنه صنع المستحيل في مؤسسته أو منظمته والحقيقة أنه ليس له أي دور يقدم أو يؤخر سوى إفساد للمؤسسة بقراراته واختلاقه للمشاكل ومناكفة الآخرين، ولكن المخرج لم ينتبه لذلك.
وهناك من يظهر في مواقع التواصل ويمارس هذا الدور ويظن الكل يفتخر به ويتابعه فرحًا بأسلوبه واستهباله_ إن صحت التسمية_ وهو في الحقيقة لا قيمة له ولا اعتبار ولا قدر عند الآخرين ومايقدمه من محتوى ليس إلاّ تشويهاً لحياته وحياة أبنائه من بعده.
وهناك من يُمارس هذا الدور في بيته؛ فبعض الآباء والأمهات يعيشون مع أبنائهم حياة الكومبارس ليس لهم أي أثر، وإن تَحرّك شوّه المنظر بألفاظه وأساليبه.
وعلى كل حال: في بيتك وعملك وحياتك احذر أن تمارس دور الكومبارس للحصول على أجر زهيد وتعيش الفخر بأنك تصنع المستحيل.

همزة وصل:
ألف لا بأس عليك أستاذي أحمد الشمراني، أفتقدك اليوم كثيراً، افتقدت رسائلك وكلماتك وصراحتك، وابتسامتك، طهور إن شاء الله.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button