بُلينا في عصرنا، بقنوات بذيئة، تقتات على عفن الرذيلة، وأقلام مشبوهة مشوَّهة، محتقنة حقدًا وكراهية، ووسائل تواصل متنوعة مختلة، وأفلام مبتذلة منحرفة، وميليشيات متقزَّمة رجسة نجسة، خائنة لأوطانها، وعروبتها تنعق كالغربان، تُهاجم الأوطان، وتُحرض على الفتنة، والطائفية والعصبية النتنة، فهم مفلسون مندسون تبث السموم للشعوب العربية.
يمارسون التدليس والتزييف، ونشر الأكاذيب، ونثر بذور الفتن، وتزييف أخبار بتغير الحقائق، ونشر المفاهيم الهابطة، وتكثيف المعلومات الكاذبة المُضللة؛ لتنفيذ مخططاتها، لأجندات إقليمية إيرانية وعالمية؛ لتشعل الفتن، وتولد الخلاف، لينمو الإرهاب، ويستمر التفجير، بين الشعوب والدول والمجتمعات والأفراد؛ ليرددها المُتلقى كما هي، ويضخمها بإضافة كذبات أخرى، روَّجها ضعاف النفوس، المفلسون والمغرضون، والموسوسون والمغفلون، الساعون في الأرض بالفساد، وتدمير البلاد، وتهجير العباد.
فئة ضالة يستلذون بالدمار والخراب، مجيشة خونة، باعوا عروبتهم ، للمشروع الفارسي، بثمن بخس، حفنة بدراهم معدودة، ولكن هيهات أن يتحقق ما يصبون إليه، فلقد سقطت ورقة التوت، وبانت سوءتهم وأصبح المتلقي واعيًا لما يُحاك ضده، مؤمنًا بعروبته، يحمي الأوطان من أعدائه، من خونة الداخل والخارج.
بصوت موحد نقول للشراذم: موتوا بغيظكم، فقد احترقتم بنار الحقد والكره في صدوركم، واشتعل لهيب الغل والحسد في أجسادكم، وتلاشت أحلام، مخططات الهدم، والانقسام، لروح الوطن العربي وكياناته.
الشعب العربي الأبي، العاشق لتراب وطنه، الساكن في قلبه، حياة وتراتيل، في ظل تصاعد الإشاعات، بين الفينة والأخرى؛ داعيًّا لتوحيد الصف، ضد هذه الفئة الحاقدة، لقمع أبواقها المشروخة، وحرق روحها، وإفشال خططها، وسحق تنظيماتها، الطامعة في ثرواتهم، والمحتلة لأوطانهم الاستراتيجية، وإصرارهم بعدم ترك أي قطر عربي وحيدًا، في معالجة أزماته المصيرية، ليكون متشرذمًا واهنًا مدمرًا ومتخلفًا عن ركب التقدم والاستقرار.
فالمستقبل العربي يصنع ويستيقظ، ويتحرر من خلال التحديات والهزات الكبرى..
فاصلة:
من أطاع الخائن الواشي، زعزع الوطن، يمكنهم هزيمتنا، إذا نجحوا باختراق معنوياتنا، فكن كالشمس، فينابيعها لا تجف أبدًا..
مقالة رائعة تذخر بالتشخيص الدقيق لما إبتلينا به من قنوات ووسائل تواصل تنشر الكذب والخديعة والبعد عن الصدق والأمانة ، دون خجل أو شعور بالإساءة تجاه من يتسمون بالأخلاق الفاضلة الذين لا تسمح لهم أخلاقهم العالية من مجاراة السفهاء . لقد ابدع سعادة الأستاذ الدكتور عائض الزهراني في مقالته هذه وشخص الموضع . أشكر سعادته وأقدم له جزيل الإحترام والتقدير .