اللواء عبدالله سالم المالكي

مواطن فطن مع نصاب محترف

يذكر لي أحد أصدقائي أنه اتصل به شخص من رقم جوال محلي معرفًا باسمه الثلاثي المنتهي بانتسابه لإحدى القبائل السعودية المعروفة موضحًا أنه أحد منسوبي مركز المعلومات التابع للبنك السعودي المركزي على حد تعبيره، ومبينًا لصديقي الكريم أنه مُكلف بمساعدته، واسترداد المبالغ التي تمَّ سحبها من رصيده عن طريق مجهول من دولة أفريقية.
صديقي العزيز فطن؛ وخاصة في موضوع الفلوس وخراب النفوس، فلم تنطلِ عليه هذه الحيلة من ذلك النصاب؛ لأنه لم ترده أي رسالة من البنك بسحب مبلغ من حسابه؛ فألح عليه بالأسئلة التي جعلت النصاب ينسحب ذليلًا شريدًا.
لكن ذلك لن يمنع النصاب وأعوانه من ممارسة أسلوبهم الإجرامي مع شخص ثانٍ وثالث ورابع؛ فقد تنجح حيلتهم مع السذج والمغفلين، ومن على شاكلتهم من أصحاب النوايا الحسنة والقلوب البيضاء.
ولا تستغرب أن يُبادرك بالسلام والسؤال عن الحال والعيال مبتدئًا باسمك وكنيتك؛ لأنها معلومات أصبحت سهلة المنال في ظل التطبيقات الحديثة، لكنها توهم البسطاء أنه يتصل من جهة مسؤولة فيتعاملون معه بكل شفافية!
ورغم أن هذا النصاب اتصل من جوال محلي إلا أن عليك الحذر والانتباه فربما يكون الاتصال القادم من هاتف منزلي ثابت ومميز أيضًا، لكن المتعارف عليه أن البنوك تُحذر من التعامل مع هؤلاء، وتضع إعلانات على شاشات مكائن صرافاتها وتطبيقاتها وإعلاناتها، ومع ذلك لازال هناك ضحايا لتلك العمليات الدنيئة.
ما أعلمه أن الجوال والهاتف الثابت مربوطة ببصمة العميل، ويتم فصلها من هيئة الاتصالات فور مغادرته المملكة إذا كان خروجه نهائيًا.
لكن بعض الأجانب ممن يبيتون النية بعدم العودة رغم حصولهم على تأشيرة خروج وعودة يبيعون أجهزتهم وأرقامهم في السوق السوداء على أشخاص مجهولين أو مخالفين لنظام الإقامة أو محتالين أو من الفئة الضالة -لا سمح الله- ولا يتم فصلها كون صاحبها الأساسي يتمتع بإجازته، ولديه تأشيرة خروج وعودة، وربما خلال هذه الفترة التي تصل إلى ستة أشهر أو تزيد تُرتكب جرائم مالية أو جنائية أو أمنية بسبب ذلك الجوال المجهول.

ما أود التنبيه عليه عدم الاستعجال في الاندفاع وراء هؤلاء، وكما قيل في التأني السلامة، وفي العجلة الندامة كما أنني أتمنى من هيئة الاتصالات والجهات الأمنية المسؤولة وضع الحلول العاجلة لجوالات مغادري الوطن أو فصلها مؤقتًا حتى عودتهم من الإجازة.
ودمتم آمنين.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button