المقالات

حياةٌ لمن يقرأ

أريد أن أكتب ما صال وجال في داخلي من أفكار، ويتملَّكني رغبةٌ جامحةٌ ظانًا بها أن لو أمسكت بالقلم ستتدفق الكلمات بشكلٍ رائع، أريد أن أصرخ بالورقة في وجه الحقائق، أريد أن أهمس ببضع مداد بعض كلمات، وأنتظر سماع ماذا عسى أن تفعل.

أريد أن أنبه نفسي وكل مؤمن بأنه آن لنا أن تخشع قلوبنا لذكر الله، وأن علينا أن نجمع ما شاء الله أن نجمع من أسمائه وصفاته -عز وجل-، ونهوي بها ساجدين له، نتوسله ونتضرع إليه أن يزيدنا بصيرة؛ لنمضي إلى حيث مفروضًا بنا أن نمضي.
أريد أن أشرح لكل والد ووالده بأن يتبنوا ويعملوا على إحياء الحوار مع الأبناء، والاستثمار فيهم بتعزيز إيجابياتهم ومعالجة سلبياتهم، والعدل بينهم، فكل ما يفعلونه وما سيفعلونه قد عرفوه وتعلموه وألفوه منكم، حتى لو اختلف شكلًا، ولكنه بطريقة أو بأخرى هو نفس المضمون.
أريد أن أوضح للأبناء أنفسهم ذكورًا أو إناثًا، صغارًا وكبارًا، أن ينظر كلٌّ إلى عيوب نفسه، ويشتغل عن غيره في محوها، ويعمل لنفسه على بناء شخصية مستقلة، فإن لم ترَ في نفسك تحسنًا مطردًا في قلبك وعقلك، فإنك تسعى في الدنيا بلا هدى.
أريد أن أقول: احمدوا الله، فإنه مازال تحت السماء من يسجد له، وميزان الفضل لم يختل، والمروءة لم تُهمل، احمدوا الله على ما أنعم عليكم، آمنين في سربكم وحولكم ذويكم، تعيشون في وطنٍ شامخٍ من الأعداء يحميكم، وتعبدون إلهًا عظيمًا كريمًا إلى طريق الحق يهديكم.
أريد ألّا تُحجب الشمس، وألّا تُخنق السعادة، وألّا يُدنس الطهر، وألّا تُجرح العزّة بأسوأ التصرفات، أريد أن أقول للقلم بأن ما ستكتبه قد يكون نافعًا لثُلةٍ من الناس، ولكثيرين هو فقط مجرد كلام مقروء، والأمل ألّا أكون كمن يصرخ في وسط الضجيج, وأن يكون هناك حياة لمن يقرأ.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button