ذكرى عظيمة تُؤكد الامتداد التاريخي العظيم لدولتنا المباركة، والتي امتدت لأكثر من 3 قرون؛ ليعلم الجميع أنهم أمام وطن يضرب بجذوره في عُمق التاريخ، وقد قيل في الأمثال من لا ماضي له لا مستقبل له، وأن العالم والدول وحتى الأفراد يتشبثون بأي أثر أو حدث يسجل لهم مكانة تاريخية؛ ليفاخروا بها حتى إن من الدول والأفراد من يلوون عنق التاريخ، ويزيفون الحقائق؛ ليضعوا لأنفسهم بصمة .
ونحن في هذه البقعة المباركة من الأرض التي حباها الله بالكثير من المفاخر التاريخية على مر العصور؛ إذ كان فيها (..إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) ثم توالت عليها الأحداث العظام؛ فجاء إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- فرفعا القواعد من البيت وأذن للناس بالحج إليها ثم اختصها الله بأن تكون مهبط الوحي ومبعث خير الخلق جميعًا وخاتم المرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم- وقبلة المسلمين إلى قيام الساعة، ثم شعَّ النور، وانتشر الخير فخرج من هذه الأرض القادة الفاتحين لأنحاء العالم الذين نشروا العدل والعلم فحكموا العالم قرونًا، واستمر إنجاب الأبطال والقادة من رحم هذه الأرض الطاهرة، وجاء الإمام / محمد بن سعود امتدادًا لذلك التاريخ المجيد فأسس الدولة السعودية الأولى عام (1139 هـ الموافق 1727م) واتحد مع الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب، واتخذ من الدرعية عاصمة لها، وجاء الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود فاستعاد الحكم، وأسس الدولة السعودية الثانية عام 1240 هـ/1824م ثم تأسست الدولة السعودية الثالثة المملكة العربية السعودية عام 1319هـ /1902م التي ننعم بالعيش فيها، وقامت الدول الثلاث على أساس متين من القرآن الكريم والسنة المطهرة التي تتفق مع الفطرة السليمة، ومحاربة الشرك والبدع، وتوحيد الصف، ونبذ الفرقة فانقادت قبائل الجزيرة العربية لهم لثبات النهج في الدول الثلاث، وعمَّ الأمن والسلام أركان الجزيرة العربية .
يأتي الأمر السامي الكريم لخادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتحديد يوم (22 فبراير من كل عام) يومًا للتاريخ؛ ليخلد ذكرى التأسيس لهذا الكيان العظيم لمعرفته -حفظه الله- وهو القارئ للتاريخ بأهمية التاريخ في تعزيز روح الولاء والانتماء للكيان وحفظا للهوية الوطنية، وربطا للحاضر بالماضي، وهو يذكر بمدى التلاحم والترابط الوثيق لقرون بين أبناء هذا الوطن قيادة وشعبًا، حفظ الله هذه البلاد الطاهرة وأدام عليها قيادتها وعقيدتها وأمنها وإيمانها .
0