أصبح الاهتمام بتنمية الوعي النقدي من خلال تدريس اللغة موضوعا مهما للدراسة والمناقشة في مناهج تدريس اللغة الإنجليزية في معظم البلدان الغربية في أواخر التسعينيات. ومع ذلك، بدأ الاهتمام بهذا المفهوم في الدول غير الناطقة بالإنجليزية ومنها الدول العربية في بداية القرن الحادي والعشرين، ويشير هذا المفهوم إلى فهم الظواهر الاجتماعية والسياسية والثقافية للغة والتعبير اللغوي والتغير اللغوي مما ينتج عنه تنمية التفكير الناقد لمتعلمي اللغة الإنجليزية عن طريق توفير بيئة التعلم النشط واكتساب مهارات القدرة على مواجهة المشكلات والتحديات، وتدريب المتعلمين على الحكم الحيادي والمنطقي للمشكلات المختلفة. وهذا بحد ذاته مطلب مهم للتعليم والتربية، بالإضافة إلى تنمية القدرة لدى الطلاب على المشاركة النقدية في قاعات الدراسة وأن يكونوا على استعداد أكبر لمساءلة ما يعرض في وسائل الإعلام المحلية والعالمية الرقمي منها وغيرها مما يسهم في تعزيز قيم المواطنة لهؤلاء المتعلمين ويعتبر هذا هدفا من أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وتهدف ممارسات الوعي من خلال تدريس اللغة الإنجليزية إلى تحفيز وتمكين المتعلمين من أن يكونوا مستهلكين ناقدين ومنتجين للنصوص بحيث يمكنهم إعادة إنتاج النصوص بطرق تتناسب مع تجاربهم الخاصة والظروف المحيطة بهم, وبالطبع هناك تحديات وعقبات تواجه معلمي اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أو لغة ثانية عند تطبيق ممارسات الوعي النقدي في تدريس اللغة ويمكن التغلب على مثل هذه المعوقات عن طريق تدريب المعلمين باستخدام برامج التأهيل المهني المتعدد المساقات لإعداد معلم اللغة الإنجليزية في المراحل المختلفة للتعامل مع تداخل المعرفة الإنسانية مثل مساق علم النفس الإيجابي و التربية العالمية وعلم التدريس وبناء المناهج الدراسية وغيرها مما يسهم في تحسين مناهج ومقررات اللغة الإنجليزية في التعليم الجامعي وما قبله وزيادة نتائج تعلم اللغة, ويتماشى ذلك مع دور معلمي اللغة الإنجليزية في تحقيق رؤية المملكة عن طريق التطوير المهني للمعلم وإتاحة أنشطة وممارسات ابتكارية ومتنوعة للطلاب والتي تعمل على زيادة قدرتهم على التفكير الناقد والتحليل والوعي اللغوي وزيادة الثقة بالنفس وتنمية قيم مثل العمل الجماعي والمساواة بين الجنسين.
0