كلنا عايشنا الأيام العصيبة التي قضاها ريان في غياهب الجب مختنق الأنفاس يضيق به المكان ذرعا مكتوف الأيدي معطل الحركة مكبلاً في أسر مأسورة حديدية لا تدع له قيد أنملة من الحرية!!
نحن من تخنقه العبرة لا يكاد ينفك عن عقولنا منظره المحزن الذي يتفطر له القلب أساً وأسفا ألا نجد حيلة لمساعدته بل لا يجد منقذوه وسيلة تختصر الزمن للوصول إليه!!
ونحن في زمن (العالم في شاشة الجوال) إذ لم يعد مصطلح(قرية صغيرة) دقيقا، فما يحدث بقربنا قد لا نحيط به علما إن لم يكن مهما كما كان في زمن القرية أو الحي كــ(بيت واحد) فنحن في زمن الكميرا والنقل المباشر مهما كان الحدث قاصيا أو مِنا مدانيا!!!
تساءلت في معمعة الحدث المؤلم.. هل سيتبع نفس الإجراء فيما لو كان هذا الحادث لدينا في السعودية، أو في أمريكا أو في الصين أو في كبريات الدول المتقدمة، أم ستكون هنالك طرق مختلفة وأجهزة ذكية غير التقليدية سينقذ من خلالها من وقع في ذات المأساة في وقت وجيز لتفادي المضاعفات أو الوفاة؟!!
ونحن نعيش عصر الذكاء الأصطناعي، انترنت الأشياء، الروبوت وغيرها من المبتكرات التقنية التي وجدت لخدمة الإنسان الأمر الذي سخرها في مجالات الحياة المعقدة التي تعجز اليد البشرية عن عمله؛ لما يتطلبه من دقة متناهية لإنجازه، ومن ذلك المنظار الطبي الذي يتغلغل ليصل للخلايا أو بين الثنايا أو في الأوردة والشرايين ليفتح المسام ويجري أدق العمليات بتوجيه عن بعد!!
هل ياترى يعجز العلم أن يبتكر طريقة حديثة لروبوت أو ما يماثل المنظار في عمله ليرسل من خلال ما سورة ذات قطر كبير؛ أتسعت لطفل كي توجه عن بعد لتحتوي الضحية فيما يشبه الكبسولة المجهزة بالتنفس الصناعي وما تتطلبه الحالة من أولويات طبية أو اسعافية ومن ثم اختصار الجهد والوقت الذي يستهلك على حساب حياة الروح التي قد تفارق الحياة في انتظار أن يحفر بئر موازٍ أو نحت جبل أو تكسير صخور أو قص حديد أو جرف تربة تستلزم عدة وعتاد وميزانية وأعدادا، مع ما يترافق من ضغط نفسي واستنزاف طاقات في سباق مع الوقت لإنقاذ نفس غالية وقعت في مصيدة القدر لتجد مصيرها المحتوم؟!!
هل فكرت مديريات الحماية أو الدفاع المدني ومعها الوزارات أو الإدارات أو الشركات في التوصل لابتكار أدوات ومناظير تخترق حاجز الزمن للوصول لنقط عمياء بعيدة تغوص من خلالها لأعماق سحيقة في الآبار أو البحار أو غيرها لتنتزع الضحايا؛ إنقاذا أو انتشالا؟!!!
نتمنى أن نصنع من المآسي حلولا للمستقبل لنكون على استعداد لأسوأ الحالات بإمكانات متقدمة تواكب العصر وتستفيد من التقنية!!
أدام الله مداد قلمك غالينا العزيز/ فلاح، فقد بتنا متشوقين في مملكتنا الحبيبة إلى تبني التبليغ السريع عن الآبار الارتوازية، ومدى تطبيقها لاشتراطات الأمن والسلامة إذا كان أصحابها لا يبالون في سلامة الأرواح، حيث إن بعضاً منها حفرت بطرق غير نظامية؛ مما قد تتسبب في خسائر بشرية لا تحمد عقباها، ولنعملْ بمقولة ” الوقاية خيرٌ من العلاج ” وكم هو جميل أن يبادر كل من لديه بئر أن يقوم بتسويره بصبة خرسانية محكمة، والله يجنبنا جميعاً هوالك الزمان، وفواجع الأقدار.
تساؤلات فلاح الزهراني مبررة جداً، ويفترض أن تأخذ بها الجهات المختصة إذ لا عذر بعد هذه المآسي خاصة ونحو في عصر تقدمت فيه الوسائل ..